شهدت فعاليات الجلسة الختامية لمؤتمر أبو ظبي الدولي الثاني للترجمة، الذي عقده مشروع كلمة للترجمة خلال الفترة من 25 إلى 28 أبريل 2013 تحت شعار "تمكين المترجمين" بالتزامن مع معرض أبو ظبي الدولي للكتاب، تكريم المترجمة المصرية مروة هاشم لعضويتها في اللجنة الاستشارية للمؤتمر التي تم تشكيلها في ختام مؤتمر أبو ظبي الدولي الأول للترجمة العام الماضي وضمت كل من الأستاذ على الشعالي مقرر اللجنة ، والاستاذة مروة هاشم ، والاستاذ تحسين الخطيب والدكتور عز الدين عناية. وفي الجلسة الثانية باليوم الختامي للمؤتمر، قدمت المترجمة مروة هاشم ورقة عمل حول الترجمة الأدبية من العربية إلى اللغات الأخرى، وفي مستهل حديثها وجهت الشكر لمشروع كلمة للترجمة متمثلاً في الدكتور على بن تميم مدير المشروع، للاستمرار في عقد هذا المؤتمر للعام الثاني على التوالي للإرتقاء بحركة الترجمة، وإتاحة الفرصة للمترجمين للمشاركة والإدلاء بآرائهم في قضايا الترجمة وإشكالياتها. وحول واقع الترجمة الأدبية من العربية إلى اللغات الأخرى، أشارت المترجمة مروة هاشم إلى أن ترجمة الأدب العربي لم ترق إلى ما يجب أن تكون عليه، وللأسف تُعد حركة الترجمة الأدبية من العربية متأخرة عن كثير من اللغات الأخرى، وفي المقابل يوجد تركيز على حركة ترجمة الأعمال الأدبية الأجنبية إلى اللغة العربية، ولا يتفق حجم ما نقلناه إلى اللغات الأجنبية إطلاقا وحجم ما تحويه مكتبتنا العربية من أعمال أدبية، حيث يتوافر لدينا بالفعل حصيلة إنتاج عربي تمتد إلى ما يقرب من ستة عشر قرناً منذ بدايات الأدب العربي التي ترجع إلى عام 450 ميلادياً. كما أوضحت المترجمة مروة هاشم أنه رغم الاهتمام الغربي المتزايد بالترجمة الأدبية من العربية إلى الإنجليزية خلال الفترة الأخيرة، إلا أن الأزمة الاقتصادية العالمية أدت إلى خفض الميزانيات المخصصة للترجمة، كما تعتمد عملية اختيار الكتب التي يتم ترجمتها من العالم العربي على عوامل سياسية اجتماعية ولا تقوم بالضرورة على رغبة حقيقية في اكتشاف الثقافة الأدبية العربية، ومن ثم يُنظر إليها على أنها مصادر توثيقية أو توضيحية وليست أعمال أدبية في حد ذاتها. وأكدت المترجمة مروة هاشم على الحاجة إلى التركيز على ترجمة الأدب العربي إلى اللغات الأخرى قائلة: "إن الأدب هو المعبر الصادق عن حقيقة الثقافة العربية، ونحن نحتاج إلى من يعبر عن واقعنا الحقيقي وثقافتنا للآخر، من دون فوضوية النقل وعشوائية الانتقاء أو الترويج للمفاهيم الخاطئة عن العرب وثقافاتهم، والأدب العربي قادر على المنافسة والحصول على جوائز عالمية، ومدى انتشاره مرهون بأن نعرض ما لدينا من أعمال أدبية من خلال عملية ترجمة أدبية جيدة، تدرك المحتوى الثقافي العربي، وجماليات اللسان العربي، وكذلك تتقن أدوات التعبير باللغة المنقول إليها، مع أهمية توافر جهة داعمة ترعى هذا التحرك وخطة عربية شاملة، وتوجيه عملية النقل من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية في مجالات العلوم والمعارف الحديثة".