قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ،إن الله عز وجل يبين لنا أن من أراد الفلاح في حياته فعليه أن يداوم على الذكر، وأن يكون لسانه دوما رطبا بذكر الله، قال تعالى : ﴿وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الأنفال: 45 ]، ومن تفضله سبحانه على عباده أن جعل الذكر الذي هو أفضل العبادات وأحبها إليه، وأكثرها ثوابًا، وأعظمها أجرًا، ليست مقرونة بوقت ولا بمكان ولا تحتاج إلى شروط أو أسباب كبقية العبادات. وأضاف جمعة عبر الفيسبوك: مع كل ذلك فهي أَفْضَلُ مَا يشَغَلَ الْعَبْدَ بِهِ نَفْسَهُ؛ حيث قال صلى الله عليه وآله وسلم: «أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَأَرْفَعُهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إعْطَاءِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ وَمِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: ذِكْرُ اللَّه»ِ. وتابع: عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وآله وسلم «سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ الْمُفَرِّدُونَ؟ قَالَ: الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ». وأشار إلى أن الذكر هو باب الله الأعظم المفتوح على الدوام إلا أن العبد يغلقه بغفلته، وبه تنكشف عن القلب الغيوم، وتنير به العيون، ويرتقي المؤمن من نور إلى نور. وتابع: من تكريم الله تعالى لمن ذكره أن جعل ذكره جزاء لمن ذكره قال الله تعالى : ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ﴾ [البقرة:152]، فإذا كان الإنسان يُسر كثيرًا حين يبلغه أن ملكًا من الملوك ذكره في مجلسه فأثنى عليه، فكيف يكون حاله إذا ذكره الله تعالى ملك الملوك، في ملأ خير من الملأ الذين يذكره فيهم؟