تاريخ من العراقة .. قصة نجاح شركة TATA الهندية

رحلة اليوم إلى بلاد الهند، حيث الثقافات العريقة، والألوان المبهرة، وربما تتذكر أحد مشاهد الأكشن والرومانسية لأحد أبطال بوليود، ولكن البطلة في هذه الرواية واحدة من القصص الناجحة والتي كتبت اسمها بأحرف من ذهب، وهي شركة تاتا الهندية، والفضل في هذا الصرح العملاق يرجع إلى جامستي تاتا، والذي لقب ب"أبو الصناعة الهندية"، حيث قام بتأسيسها في عام 1868، وأصبحت بعد ذلك باسم مجموعة تاتا.

تتبع هذه المجموعة عددا ضخما من الشركات و يبلغ عددهم 114 شركة، في أكثر من 80 بلدًا حول العالم، والشركات الرئيسية في هذه المجموعة تضم أسماء قوية مثل، كبار صانعي السيارات جاجوار ولاند روفر، إلى جانب تاتا للصناعات، و الاتصالات، والطاقة، كما تضم مجموعة اخرى مثل تاتا للتكنولوجيا والخدمات الاستشارية، و فندق تاج محل، و أوروبا تاتا ستيل.

تولى راتان تاتا رئاسة المجموعة منذ عام 1991 و يعتبر راتان واحد من اقوى الشخصيات البارزة في عالم التجارة، ويعد من أقوى الإنجازات وتحديدًا في عام 2008، عندما دشن أول سيارة هندية شعبية أنتجتها الهند، والتي لا يتجاوز سعرها 2500 دولار.

القصة الغريبة وراء تلك النجاحات و الشراكة العظيمة، تعود أصولها في عام وفي عام 1869، بعد أن تخرج المؤسس جامستي تاتا من كلية إلفنستون في بومباي، و قام بشراء معصرة زيوت وحولها إلى محلج للقطن، ليقوم ببيعها و تأسيس محلجًا جديدًا، و و كان يحلم بتأسيس حلم قومي لبلاده، و بدأ بإنشاء مصانع سواديشي ميلز، لترويج صناعة المنسوجات الهندية، و استر الحلم ليشمل أربعة أركان وهما، شركة للحديد والصلب، وفندق، ومعهد تعليمى، ومحطة توليد للكهرباء.

ويبدو أن الأحلام ليست مستحيلة، فقام بإنشاء فندق تاج محل في عام كأول فندق هندي، ولكن تأتي وفاته بعد انشاء هذا الفندق بسنتين فقط، و مع ذلك لم تنطفى أحلامه وجاء ابنه الأكبر دورابجي تاتا ليكمل المسيرة في إنشاء شركات للحديد و الصلب، و الكهرباء، و محالج القطن، ثم تتوالى الإنجازات والشراكات الناجحة على يد راتان تاتا لتشكل الشركة كيان تجاري عظيم يشهد له العالم و مسيرة حافلة من الإنجازات.