- "كيو نت " و "جلوبال أد مارت" أكثرها انتشارا بين الشباب - محلل مالي واقتصادي: الإستثمار عبر الإنترنت نوع من الإقتصاد تأخر كثيرا بمصر - مشترك: لا يستغرق مني وقتا كثيرا ويساعد في زيادة دخلي - أستاذ تمويل واستثمار يحذر من "وهمية" هذه الشركات واختفائها فجأة - أستاذ اقتصاد: التسويق الشبكي دفع العالم الى التحرك للأمام - خبير تمويل مجتمع: يخلق فرص غير تقليدية يستطيع الشباب تحقيق ذاته من خلالها انتشرت بين الاوساط الشبابية مؤخرا الدعوات الى الاستثمار في "بينزنس" من نوع خاص وهو التسويق الشبكي عبر الإنترنت أو ما يعرف ب "internet markiting " ، ولاقت هذه الدعوات اقبالا كثيفا من الشباب المصري لما تجلبه من مكاسب مادية مقنعة للشباب وبمجهود لا يذكر. أول هذه الشركات اقتحاما للسوق المحلية كانت شركة " كيونت Q net " الشهيرة والتي لاقت رواجا كبيرا في مصر حتى أن عملائها في مصر تخطو المليون مشترك - بحسب رواية بعض العملاء - ، وكذلك تعددت الشركات مابين محلية وعالمية تعمل في هذا المجال حتى ظهرت شركة "جلوبال أد مارت global ad mart " في مصر منذ ثمانية اشهر ، وهي احدى الشركات الرائدة في هذا المجال ، وهي شركة تعمل في تسويق الاعلانات التجارية عبر الانترنت والتي سرعان ما تغلغلت في السوق المحلية وانتشرت الدعوات الى الاشتراك بها ، لكن الشك يبقى قائما حول ماهية هذه الشركات وآليات عملها وحكم الشرع في والدين في تعاملاتها. محمد عادل "محلل مالي واقتصادي" بوزرارة البترول واحد العملاء بأحد هذه الشركات ، يقول: إن فكرة عمل الشركة التي يتبعها "جلوبال اد مارت" فكرة رائعة تحفز الشباب على الاشتراك بها ، فالشركة تعمل على تسويق المنتجات العالمية من خلال فيديوهات على موقعها وتمنح العملاء فرصة مشاهدة هذه الاعلانت بمقابل مادي ، قائلا أن المعلن يهمه ان يشاهد المنتج اكبر عدد من المشاهدين وهو ما تحققه لها الشركة ، كما تمنح المشاهد "العميل" في نفس الوقت مقابلا ماديا بحسب اسهمه في الشركة. وأضاف عادل أن الاستثمار عبر الانترنت هو نوع من الاقتصاد الذي تأخر كثيرا بمصر ، فالإنترنت اصبح وسيلة عالمية لنقل المعلومات وتبادل الخبرات حتى ان العالم لا يستطيع الاستغناء عن خدماته عدة دقائق ، فكيف لا تستغل هذه الشركات لجلب العملات الاجنبية والاستثمارات الى مصر وزيادة دخول الشباب الضعيفة في مصر والتي لا تساعدهم في الوقت الحالي على أعباء المعيشة. وعن دعاوى التشكيك والنصب والتحريم ، قال عادل: ان اي عمل يوجد به نسبة كبيرة من الخطورة خصوصا فيما يتعلق بالاستمثار ، فدراسات الجدوى لأي مشروع لا تخرج نتائجها بنفس النسب الا فيما ندر ، فربما تزيد نسبة ارباح المشروع او تقل او ربما يفشل المشروع وتكون له خسائر ، كذلك الاستثمار عبر التسويق الشبكي يوجد به نسبة من الخطورة الطبيعية لأي مشروع ، غير ان الخسارة فيه لا تكون كبيرة الى هذا الحد نظرا لقلة سعر السهم الذي يتاح للعميل. اما عن الإتهمامات بالنصب ، قال: إن فكرة عمل الشركة تعود على جميع الاطراف بالأرباح والنفع ، فما الداعي اذن للنصب ؟ ، قائلا بأن علماء الدين بعضهم أحل فكرة عمل الشركة قياسا على التطور الهائل في تكنولوجيا الانترنت وثورة المعلومات ، وبعضهم حرمها لأن المقابل المادي لها نظير جهد قليل ، وفي الاختلاف رحمة وسعة للناس. محمد وحيد – مهندس مدني – واحد المشتركين بشركتين من هذا النوع يقول، ان مادفعه لتجربة هذا الاستثمار هو الفكرة التي يقوم عليها مع عدم تعارضه مع عمله كمهندس حيث انه يقضي معظم الوقت في مواقع العمل مع حاجته لزيادة دخله ، فكانت الفرصة رائعة للاستثمار عبر الانترنت حيث انه لا يستغرق منه سوى دقائق معدودة يوميا او ربما اسبوعيا من مجمل استخدامه على الانترنت مضيفا: نستخدم الانترنت في جميع شئوننا سواءا كان عملا او نقل معلومات او محادثات او تواصل اجتماعي او معرفة اخبار او اجراء بحوث علمية ، فلماذا لا نستخدمه كوسيلة للكسب المشروع . واضاف وحيد: يجب ان ننظر الى الثورة المعلوماتية وانتقال مراكز القوى في العالم الى من يمتلك القدر الأكبر من التكنولوجيا ، يجب ان ندرك جيدا أن أغنياء العالم الآن هما من يأسسون شركات كبرى ومواقع على الإنترنت وليس من يبنون مصانع او شركات على الارض فقط ، مستشهدا ب "بيل جيتس" مؤسس شركة ميكروسوفت و "مارك زوكيربرج" مؤسس موقع الفيس بوك والذين حققو ارباحا بالمليارات جعلتهم على رأس قائمة أثرياء العالم. ويرى الدكتور هشام ابراهيم استاذ التمويل والاستثمار بجامعة القاهرة أن نظام التسويق الشبكي أحد أبرز وسائل التسويق وأفضلها في العصر الحديث، لكن لابد من استخدامه فى تسويق سلعة قائمة وبها قيمة مضافة للنهوض بالإقتصاد القومي في ظل الأزمة الطاحنة التى يمر بها الاقتصاد المصري جراء الانفلات الامني وعدم الاستقرار السياسي وعزوف المستثمر الأجنبي. وحذر ابراهيم من التحول للاقتصاد الريعي التى لجأت اليه بعض الشركات على طريقة شركات توظيف الأموال التى شاهدناها بنهاية القرن الماضي ، لافتا إلى أن بعض الشركات تحصل على مبالغ مالية مقابل سلعة أو خدمة تقل قيمتها بكثير عن الثمن المدفوع مقابل الحصول على عضوية الشركة وبالتالي "مرتب شهري" ونسبة على كل عضو يتم اقناعه بالانضمام الى الشركة لافتا أن مثل هذه الشركات "الوهمية" على حد وصف ابراهيم تحرص على الالتزام مع علمائها في بداية عملها لجذب المزيد من الأعضاء وبعدها تختفي الشركة نهائيا محذرا من التعامل مع أى كيان غير شرعي ولابد من التعرف على طبيعة عمل الشركة والتأكد من وجودها بشكل فعلي قبل التعامل معها. وطالب ابراهيم الجهات الحكومية بعدم ترك المواطن فريسة لهذه الشركات وضرورة مراقبة السوق من خلال أجهزة الدولة ومنع التلاعب بعقول المصريين. وعلى النقيض تماما ينتقد الدكتور ايهاب نديم استاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس والخبير الاقتصادي بالأمم المتحدة من يهاجمون التسويق الشبكي بدعوى انه خطر على البلاد قائلا: انت عاوزني لسة اقعد واحط البضاعة قدامي زي سوق التلات ، وحد ييجي يشتري مني ، موضحا أن هذا الفكر بائد وقديم والعالم كله تخلص منه ومن اجل ذلك تحرك العالم الى الأمام. ويقول الدكتور احمد غنيم ، استاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة أن من يدعون بأن هذه الكيانات تدمر الإقتصاد ، فالأولى ان يقولو بأن الإستيراد كله يدمر الإقتصاد. ويقول الدكتور رشاد احمد عبداللطيف استاذ تنظيم المجتمع بجامعة حلوان إن نظام التسويق الشبكي يخلق فرص غير تقليدية يستطيع الشباب تحقيق ذاته من خلالها ، مع العلم انه لا يفرض عليه شيئا بل انه يختار فرصته بنفسه وعندما ينجح يدفع الآخرين نحو النجاح.