أكد العالم المصرى والخبير التنموى الدكتور حامد إبراهيم الموصلى الأستاذ المتفرغ بهندسة عين شمس ورئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للتنمية الذاتية للمجتمعات المحلية أن البواقى الزراعية من أهم الموارد المهملة فى مصر، واعتبرها محصولا إضافيا يمكن أن يزيد دخل الفلاح. ودعا الموصلي إلى الاستفادة من تجربة الفلاح الصينى الذى يستغل هذه المخلفات الاستخدام الأمثل، حيث تلعب هذه البواقى دورا حيويا فى اقتصاديات الفلاح الصينى بنسبة 60%. وقال العالم المصري في حوار ل"صدى البلد" أنه من الأمور الغريبة بالفعل أن تتحول تلك البواقي الزراعية والمخلفات، مثل قش الأرز وسرسة الأرز "القشرة التى تغطى حبة الأرز"، والتي يتم حرقها وتتسبب فيما يسمى منذ سنوات بالسحابة السوداء وتتحول إلى مصدر لتلويث البيئة عند حرقها، لافتاً إلى أن تخزينها حتى عملية الحرق يستهلك 88 ألف فدان يمكن استغلالها فى الزراعة. واشار الموصلي إلى تجربة إحدى قرى محافظة دمياط، التي تعيش على إنتاج الألبان، لكنها كانت تعاني من مشكلة ارتفاع اسعار علف الماشية، لدرجة ان مصانع الألبان بها كادت أن تغلق أبوابها، حتى نجح مجموعة من الباحثين في الجمعية التي يرأسها في تصنيع علف بديل للماشية من المخلفات الزراعية. وقال:" عانت قرية كفر العرب بمركز فارسكور بمحافظة دمياط، التى تعتمد على صناعة منتجات الألبان مورد رزق أساسيا، من مشكلة توفير علف الماشية المرتفع الثمن، حتى إن كثيرا منهم اضطر إلى بيع ماشيته لعجزه عن توفير العلف، وهو ما أدى إلى إغلاق معامل تصنيع الألبان وخفض إنتاجها إلى الربع". وأضاف:" أجرى الباحثون بالجمعية دراسة لمشروع تصنيع الأعلاف من المخلفات الزراعية، حتى تستعيد القرية قدرتها على توفير الألبان لاستئناف نشاطها الاقتصادى، وانتهت الدراسة إلى أن البواقى الزراعية فى مصر تقدر سنويا بحوالى 72 مليون طن، ففكروا فى استغلال هذه الثروة لتصنيع علف بديل للعلف التقليدى وهو "السيلاج" الذى يصنع من البواقى الزراعية التى تهمل وتحرق مثل عروش البطاطا ، عروش بنجر السكر ، البرسيم".