زادت في الآونة الأخيرة مواجهة الفلاح المصري مشاكله بمفرده دون تدخل المسئولين في ايجاد حلول مناسبة يمكن الاستفادة منها في جميع المجالات.. خاصة مشكلة المخلفات. الزراعية التي أصبحت عائقا كبيرا أمام الفلاح المصري الذي يعاني الكثير من المشاكل البيئية والصحية والمادية دون أي مساندة في تخفيف العبء عن كاهله ووضع حلول لظاهرة زيادة الخلفات الزراعية التي تصل إلي أكثر من4 ملايين طن سنويا فلماذا لم تتم الاستفادة من تدوير المخلفات ليستفاد منها في صناعة الطاقة والعلف الحيواني وغيرها من الاستخدامات الأخري فما رأي الخبراء؟ بداية أكد علي الحواتكي عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية لتطوير التعبئة والتغليف أن افتقاد القطاع الزراعي لاستخدام الأمثل في تدوير المخلفات الزراعية يعد خسارة كبيرة للاقتصاد المصري والذي يعاني كثيرا من المشاكل لعدم استخدام التكنولوجيا الحديثة في مجال تدويرها حيث يمكن الاستفادة الكاملة من المخلفات الزراعية بكل صورها وتدويرها لإنتاج الأسمدة العضوية اللازمة للزراعة والتوسع في استخدام المخلفات الزراعية في تغذية الحيوان لخفض الاعتماد علي الأعلاف المركزة أو خلطها بالأعلاف الخضراء ومعاملة القش بالرش بمحلول اليوريا أو الكمر أو الحقن بالأمونيا لرفع نسبة البروتين الخام به. وأضاف أن زيادة أعداد مراكز المعاملة بالأمونيا الموجودة حاليا إلي جانب ادخال تكنولوجيا حفظ المخلفات الزراعية الخضراء في صورة سيلاج لتوفير العلائق الخضراء طوال العام مثل استخدام سيقان هجين الذرة واستخدام المخلفات الزراعية في توفير25% من احتياجات الطاقة للريف المصري و8 ملايين جنيه خاصة وأن الدول الأخري مثل الصين والهند والبرازيل تستخدم50% في انتاج الوقود للسيارات والطائرات ذات المحرك المزدوج. ومن جانبه أكد الدكتور أحمد حسن إبراهيم الباحث بقطاع التسويق والدراسات السلعية والمعلومات أن الاستخدام الأمثل لقش الأرز وتدويره بدلا من تخلص الفلاح المصري منه بعد زراعة أرضه فلا توجد وسيلة أمام الفلاح إلا حرق المخلفات الزراعية وهو ليس الوحيد الذي يدفع الثمن نتيجة تنصل الجميع منه وغياب دور وزارة البيئة تماما وعدم وجود مكابس لتحويل القش إلي أعلاف. كما أشار إلي أن وضع حوافز للمزارعين من خلال عروض متميزة وهو تسليم3 أطنان قش أرز لأقرب موقع تدوير المخلفات مقابل طن سماد عضوي سيحفز الفلاحين علي المضي قدما نحو الاستخدام الأمثل لمخلفات الزراعية والعمل علي إعادة تدويرها بالطريقة العلمية. ولفت إلي أن زراعة مليوني فدان أرزا سنويا ينتج عنه4 ملايين طن قش أرز يتسبب حرقه في تكوين السحابة السواء في شهري أكتوبر ونوفمبر من كل عام, ونتيجة حرق قش الأرز تشتعل الحرائق وتظل مستمرة لساعات طويلة مما يؤدي إلي كثرة الحوادث نتيجة الشبورة الكثيفة التي تغطي سماء هذه المناطق جراء هذه الحرائق مما يتسبب في الخسائر البشرية والمادية ويزيد من انتشار الأمراض الصدرية في مصر التي تحتاج علي الأقل إلي20 مليون جنيه لعلاجها. وأكدت نادية عفيفي رئيسي مشروع تتبع الصادرات الزراعية المصنعة بالهيئة العامة للرقابة علي الصادرات أن استخدام البحث العلمي والتطور التكنولوجي خاصة بعد نجاح المخترع المصري في تصميم مفاعل فيزيائي للتخلص الآمن من قش الأرز وتحويله إلي سيلكون الكربون وحصل علي براءة اختاع دولية من روسيا في محاولة ايجاده حلا لمشكلة السحابة السوداء وقد احتضنت المشروع مدينة مبارك العلمية لاستخدام الناتج في تصنيع الخلايا السمعية وشرائح الكمبيوتر علاوة علي استخدام سرسة الأرز في انتاج الوقود العضوي للتخلص الآمن من1,2 مليون طن سنويا من قش الأرز. وقالت ان المخلفات الزراعية تعد أحد أهم الملوثات البيئية التي تمثل عائقا كبيرا للتنمية الزراعية وتقدر قيمتها السنوية بنحو26 إلي28 مليون طن مؤكدة إمكانية إعادة تدويرها في مجالات متعددة مثل إنتاج الأعلاف غير التقليدية, وإنتاج الكمبوست واستخدام ديدان الأرض في إنتاج سماد عضوي عالي القيمة واستخلاص غازات ذات قيمة حرارية من المخلفات الزراعية.