صعّدت إثيوبيا من لهجتها ضد السودان، بعد أيام من قصف مدفعي بين الطرفين بمنطقة جبل أبوطيور، حيث أعلنت الخارجية الإثيوبية أنها لن تجري مفاوضات مع الخرطوم قبل انسحاب الجيش السوداني من الأراضي المتنازع عليها. وخلال مؤتمر صحفي، قال السفير دينا مفتي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية: "بالنسبة لنا، للتفاوض شرط مسبق، وهو عودة السودان إلى الأرض السابقة التي كان يسيطر عليها، ومن ثم يمكننا العودة إلى المفاوضات"، وفقا لوكالة "رويترز". وفي أحدث حلقات التصعيد المتبادل على الحدود بين السودان وإثيوبيا، ردَّ الجيش السوداني على قصف مدفعي استهدف قواته عند منطقة جبل "أبو طيور" شرق البلاد، نفذته قوات مدعومة من الجيش الإثيوبي. وقصفت القوات الإثيوبية منطقة "أبو طيور" بقذائف "هاون" فيما رد الجيش السوداني بقصف مدفعي مضاد، دون أنباء عن خسائر في الأرواح. وأعلن الجيش السوداني في ديسمبر الماضي، أن قواته استعادت السيطرة على جميع الأراضي الحدودية التي يسيطر عليها مزارعون إثيوبيين، وذلك بعد اتهامات لقوات إثيوبية بنصب كمين للعناصر السودانية في منطقة الفشقة الحدودية. من جهته، اتهم وزير الدفاع السوداني الفريق ركن ياسين إبراهيم، إثيوبيا ب"التماطل" في ملفي الحدود وسد النهضة، حيث أكد خلال تصريحات لقناة "العربية" أنه "لا بد من الربط بين ما يحدث في ملفي الحدود وسد النهضة فكلاهما ينطوي على مماطلة إثيوبية". وقال الوزير السوداني خلال المقابلة، إن بلاده ترفض أي شروط مسبقة من إثيوبيا بشان ملف الحدود، مشيرا إلى أن تحرك الجيش نحو المنطقة الشرقية، كان بسبب تصريحات الحكومة الإثيوبية بشأن وجود نزاع حدودي. وشدد إبراهيم على أهمية سيطرة وانتشار القوات المسلحة السودانية في الفشقة الكبرى والصغرى لتأكيد السيادة الوطنية، في ظل استمرار التوتر بين الجانبين. في وقت سابق، أكد عضو مجلس السيادة السوداني، محمد حسن التعايشي أن انتشار القوات المسلحة السودانية داخل الحدود هو انتشار طبيعي، وأن الخيار السلمي هو الأمثل للسودان للحفاظ على علاقاته مع إثيوبيا واستقرار المنطقة. وتبلغ منطقة الفشقة نحو 250 كم مربع، حيث يطالب السودان بها بينما يستغل مزارعون إثيوبيون مدعومون من الجيش تلك الأراضي الخصبة، ويؤكد وزير الدفاع السوداني أن الجيش الإثيوبي يشارك في القتال على المناطق الحدودية وليست الميليشيات.