كلفت نيابة جنوبالجيزة الكلية مستشفى الأمراض النفسية والعصبية بالعباسية بمتابعة الحالة العقلية لفتاتين أخفتا وفاة والدهما واحتفظا بجثته ورفضهما دفنه لحزنهما وحبهما الشديد له. وأمرت النيابة بندب الطب الشرعي لتشريح جثة الأب وتحديد أسباب الوفاة كما طلبت تحريات الأجهزة الأمنية حول الواقعة واستدعاء عم الفتاتين الذي اكتشف وفاة شقيقه واخفاء ابنتيه للأمر. وتبين من التحقيقات والتحريات الأولية أن الفتاتين مطلقتين وتقيمان برفقة والدهما الذي كان يمنع خروجهما وانهما تعانيان من مرض نفسي لعدم استمرار زواجهما.. اعترفت المتهمتان برفضهما التام لدفن والدهما لعدم الافتراق عنه وحزنهما عليه فقررا تكفينه والاحتفاظ بالجثة فقامتا بلفها في شاش طبي بعد وضع كمية من الكريم المرطب عليها لمنع الرائحة الكريهة وظل الامر مستمر لمدة 10 أيام حتى تعفنت الجثة واكتشف عمهما الامر. اشارت التحريات والتحقيقات التي اجرتها نيابة جنوبالجيزة الكلية ان الاب تولى رعاية الابنتين منذ عدة سنوات طويلة عقب وفاة والدتهما وكان يعاملهما برفق فسادت علاقتهم الحب والمودة حتى مرض الاب مرضا شديدا وفارق الحياة الا ان الفتاتين رفضتا فكرة دفنه وابتعاده عنهما فاحتفظا بجثته عدة أيام داخل الشقة، بعد وضع بعض الكريمات عليها، في محاولة لتخفيف اثار تعفن الجثة، ولفاها بشاش أبيض، ومنعا أفراد عائلتهما من دخول الشقة لزيارة والدهما. واضافت التحقيقات ان الواقعة تم اكتشافها عندما توجه موظف للاطمئنان على شقيقه المسن الذى يعانى من حالة صحية متدهورة، إلا أن ابنتا شقيقه منعاه من دخول الشقة عدة مرات، بحجة أن والدهما نائم ولا يرغبان في إزعاجه، بسبب مرضه. عقب تكرار منع الموظف من زيارة شقيقه، شعر بالشك تجاه ابنتا شقيقه، خاصة مع علمه أن حالة شقيقه الصحية سيئة، وتوجه للشقة، وأصر على زيارة شقيقه والاطمئنان عليه، وبعد إلحاح منه تمكن من الدخول، ليكتشف الكارثة، بعثوره على شقيقه مفارقا الحياة منذ عدة أيام، وملفوف بشاش أبيض على جميع أنحاء جسده. واكتشف وفاة شقيقه، ووضع ابنتيه بعض الكريمات المرطبة على الجثة، لمنع انتفاخها، وتغير لونها، ورفضهما حقيقة وفاته، لشدة تعلقهما بوالدهما، فأسرع لإبلاغ مديرية أمن الجيزة، ووصل رجال المباحث إلى محل الواقعة، وتم نقل الجثة إلى المستشفى، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه ابنتيه. وشرحت التحقيقات ان التحريات الأولية اشارت الي كون الفتاتان مريضتين نفسيتين ومهووستين بحب ابيهما لدرجة رفض دفنه.