دائمًا توصف المرأة المصرية بأنها "جدعة" وبمائة رجل كونها "ست" من نوع خاص تجمع بين الأنوثة وتحمُل المسؤولية في الوقت ذاته ، وتكون كالوتد الذي لا ينحني عند سفر زوجها أو غيابه ، تعمل داخل البيت وخارجُه دون كلل أو ملل أو حتى شكوى. تحرص على أن تُربي أبنائها على الأخلاق وكلمة الحق حتى وإن كانت أُميه أو امرأة ريفية بسيطة ، بل إنها تقدم أولادها شُهداءًا فداءًا للوطن، وتصبر وتحتسب ، لتأخذ المرأة المصرية "أم نفس حلو في الأكل" و"دم خفيف" من مصر تواضُعها بالرغم من كونها كبيرة وشامخة ، لذلك فهي تشبه "أم الدنيا" في احتوائها وقلبها الكبير. فما فعلتُه الحاجة صفية التي عُرفت ب«سيدة القطار»، وإحتل إسمها الإسم الأكثر بحثًا وتداولًا علي الشبكة العنكبوتية بعد ظهورها في فيديو تم نشرُه عبر منصات وصفحات وتطبيقات التواصل الإجتماعي المُختلفة وهي تدفع الأُجرة لمُجند بطل من أبطال القوات المُسلحة البواسل والذين يبذلون كُل غال ونفيس ويُضحون بأرواحهم ودمائهم فداءًا لتُراب هذا الوطن وشعبهُ العظيم ، وذلك بعد تعنيف مُحصل «كمسري» و«رئيس قطار» لهُ لعدم دفعهُ ثمن التذكرة ويحاولان إنزالُه من القطار بالقوة دون أي إحترام أو تقدير لبدلتُه/زيُه العسكرية وشرف إنتماءُه للجيش المصري العظيم الذي يحمي ويبني هذا الوطن . حيثُ تصدّت تلك السيدة العظيمة والتي كانت داخل القطار للمُحصل ولرئيس القطار، ودفعت ثمن التذكرة عن المُجند، ورفضت أن يتم إنزاله أو تسليمه للشرطة العسكرية والذي لاقي موقفها إشادة كبيرة من رواد مواقع التواصل الإجتماعي وأشادت به قواتنا المُسلحة في بيان رسمي من خلال صفحة المُتحدث العسكري وأشادت به أيضًا العديد من مؤسسات الدولة ورموز الوطن من الشخصيات العامة بل وأشادت به مصر كُلِها وتناقلتهُ العديد من الوسائل الإعلامية العربية والدولية. والحكاية بدأت عندما كانت الحاجة صفية تستقل القطار في رحلة من المحلة إلى بركة السبع لحضور زفاف إبن شقيقتها، وحدثت الواقعة في محطة طنطا. وعن السبب وراء ما قامت به، قالت: «لدي ثلاث أبناء منهم من يعمل مهندس وآخر بكاريوس تربية والثالث ثانوية عامة، لذلك كان تحركي لدفع أجرة المجند من منطلق الأمومة». وأضافت: «أنا أم وتخيلت أن إبنًا من أبنائي من الممكن أن يتعرض لمثل ذلك الموقف في يوم من الأيام.. دافع الأمومة هو من حركني، خاصة بعد استفزازي من طريقة حديث الكمسري للمجند». واختتمت كلامها قائلة: «وجدت أنه مهما حدث كان يجب إحترام بدلة الجيش التي يرتديها المجند.. هذا شخص يدفع حياته لحماية البلد، فكيف تتحدث معه عن 22 جنيهًا .. أي حد مكاني هيعمل كده، ده إبني زي ولادي الثلاثة». هذه هي السيدة المصرية الأصيلة التي تعرف معني الرحمة في التعامُل مع الآخرين ، وتُقدر قيمة جيش بلدها العظيم . شُكرًا لقواتنا المُسلحة العظيمة والتي توجهت بخالص الشكر والتقدير للسيدة المصرية العظيمة التى شهدت الواقعة فى القطار، وتمسكت بدفع ثمن تذكرة الركوب، وتؤكد أن ما فعلته هو تعبير عن أصالة المرأة المصرية التى تحمل فى قلبها الكثير من العطاء والإنسانية والأمومة ، وأكدت احترامها لكل مؤسسات الدولة، موضحة أن جميع أفرادها يتحلون بالانضباط الذى هو من التقاليد الأصيلة للمؤسسة العسكرية، وأن جنودها هم عصب القوات المسلحة على مر العصور وهم حماة الوطن الذى نعيش فيه، نذروا أنفسهم فداء لوطنهم وشعب مصر العظيم ، وأعلنت أنها تقدر الإجراءات التى تم اتخاذها من قبل وزارة النقل ضد الواقعة التى لا تنم إلا عن سلوك فردي خاطئ لأحد العاملين. شُكرًا لوزارة النقل التي قد أصدرت بيانًا إعلاميًا بشأن الفيديو المتداول لواقعة قطار رقم 948 المتجه من المنصورة/ القاهرة يوم 9/9/202، موضحة أنه تم إيقاف مرتكبي الواقعة عن العمل، وإحالتهم للتحقيق الفوري، وأنه سيتم إعلان نتائج التحقيق فور الانتهاء منه. وأكدت اعتذار المهندس كامل الوزير، وزير النقل، وجميع العاملين في الوزارة عن قيام كمسارية القطار بالتجاوز في حق أحد ركاب القطار، كما أكدت احترامها واحترام كل العاملين في السكة الحديد لجمهور الركاب بوجه عام وكل أفراد القوات المسلحة الباسلة والشرطة على وجه الخصوص. وأكدت أن التوجيهات المستمرة التي تصدر لكل العاملين بالسكك الحديدية ممن لهم تعامل مع جمهور الركاب، تنص على الاحترام التام للركاب والعمل على خدمتهم وتيسير تنقلهم على خطوط السكك الحديدية المختلفة، مضيفه أن كل المواقف التي تحدث بين أطقم تشغيل السكة الحديد والراكب يجب أن يكون في إطار القانون وفي إطار احترام الراكب، وأنه لاتهاون مع أي مخطئ في حق أي راكب. وأكدت الاستمرار في خدمة جمهور الركاب خاصة في ظل الطفرة الكبيرة التي تشهدها منظومة السكك الحديدية في كل قطاعاتها والتحسين الكبير في مستوى الخدمة المقدمة.