برعاية السادات التركية.. توقعات برد ليبي عنيف على انتهاكات الميليشيات السورية

أعرب المفتش العام بوزارة الدفاع الأمريكية عن قلقه من تسبب المرتزقة السوريين الذين نقلتهم تركيا إلى ليبيا، في تقويض الأمن في غرب ليبيا، وهو ما من شأنه أن يولد رد فعل عنيفا من جانب الليبيين.
وأشار تقرير أمريكي نشرته صحيفة واشنطن بوست، إلى أن تركيا أرسلت إلى ليبيا ما لا يقل عن 5000 مرتزق سوري عملوا بشكل وثيق مع أنقرة في الحرب بسوريا. وتم إرسالهم لمساعدة التشكيلات المسلحة في طرابلس الموالية لحكومة الوفاق في القتال. وذكر التقرير أن تركيا نشرت أيضا عدة مئات من القوات النظامية في ليبيا، بما في ذلك المشغلون والفنيون لأنظمة الدفاع الجوي التركية المنتشرة في غرب ليبيا.
وألقى التقرير الضوء على تطورات الوضع الليبي في الربع الثاني من عام 2020، وقال إنه في الوقت الذي عزز المرتزقة السوريون موقف حكومة الوفاق، فإن استمرار وجودهم سيواصل التأثير سلبا على الوضع الأمني العام في ليبيا.
ويُشير التقرير إلى قتال آلاف المرتزقة السوريين في الصراع الدائر بليبيا، ووصفت القيادة الأمريكية في أفريقيا، المرتزقة السوريين الذين يقاتلون مع حكومة السراج بأنهم عديمو الخبرة وغير متعلمين، وتحفزهم وعود براتب كبير. وقالت إن الشركة العسكرية التركية الخاصة السادات أشرفت على دفع أجور المرتزقة.
وتضم شركة السادات وحدات قتالية مكونة من أشخاص خدموا فيما مضى بوحدات داخل تنظيم القاعدة وداعش في سوريا، وتم تجنيدهم لصفوف جماعة الإخوان المسلمين على يد جهاز المخابرات التركية المركزية MIT. وهي عبارة عن شركة أمنية فريدة ووحيدة من نوعها في تركيا، ويقول الموقع الرسمي للشركة إنها الشركة الأولى والوحيدة في تركيا التي توفر الخدمات الاستشارية والتدريبات العسكرية في مجال الدفاع الدولي.
ويضيف أنها تأسست من قبل 23 ضابطا وصف ضابط متقاعدين من مختلف وحدات القوات المسلحة التركية، برئاسة العميد المتقاعد عدنان تانريفردي، وبدأت الشركة تزاول عملها بعد أن تم الإعلان عنها في الجريدة الرسمية التي نشرت بتاريخ 28 فبراير 2012 ذات الرقم 8015.
وتقول الشركة إنها تقدم لعملائها خدمة توفير جميع أنواع الأسلحة والعربات العسكرية والمعدات وقطع الغيار والمواد المتفجرة للدول المحتاجة لذلك والمتعاونة معها، وذلك بعد تحديد الاحتياجات وطرق تخزينها وتوريدها وصيانتها وإصلاحها.
وفي مجال الأمن الداخلي، تقدم شركة صادات أو سادات الخدمات الاستشارية والوساطة لتأمين الاحتياجات من الأسلحة الحديثة والعربات والمعدات والأجهزة من الأسواق العالمية بما يناسب قوائم احتياجات القوى الأمنية وقوى الدرك.
وأشارت الأفريكوم إلى ارتكاب المرتزقة جرائم سرقة واعتداءات جنسية في ليبيا، وهو الأمر الذي من المرجح أن يزيد من تدهور الوضع الأمني ويولد رد فعل عنيفا من الليبيين. ويقول التقرير إن متطرفين لهم صلات سابقة بالمقاتلين شاركوا في القتال في طرابلس، على الرغم من أنه من المحتمل أنهم كانوا يقاتلون لأسباب مالية وشخصية وليس لأسباب أيديولوجية.
وكان موقع موقع "إيتاميل رادار" المتخصص في الشؤون العسكرية والطيران ذكر أنه تم رصد شحنات عسكرية وصلت إلى قاعدة الوطية الليبية قادمة من تركيا، خلال الأيام الماضية، لافتا إلى أنه يتابع رحلات الطيران التابعة للقوات الجوية التركية بين تركيا وليبيا منذ فترة طويلة، ورصد طائرة على الأقل من طراز سي 130 وواحدة من طراز إيرباص إيه 400 إم بين تركيا وليبيا، يوم الثلاثاء، مشيرا إلى أن طائرة أخرى جاءت من طراز Lockheed C-130E قادمة من اسطنبول توقفت في مصراتة ثم واصلت رحلتها إلى قاعدة الوطية.
وتحمل الطائرات التركية مقاتلين من الميليشيا السورية للقتال إلى جانب حكومة الوفاق، بالإضافة إلى معدات عسكرية لنصبها في قاعدة الوطية، تحت مزاعم تنفيذ بنود الاتفاق العسكري بين تركيا وحكومة السراج.