وزير الأوقاف: الاعتداء على مال الوقف لا يسقط بالتقادم.. ولا يمكن الاستيلاء عليه

افتتح الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، اليوم الأحد، دورة تنمية المهارات القيادية والإدارية ل (50) متدربًا من الأئمة والإداريين من محافظة شمال سيناء، والتى تستمر حتى الثلاثاء 25 أغسطس الجارى بأكاديمية الأوقاف الدولية بالسادس من أكتوبر، بحضور الدكتور عبد الله النجار عميد كلية الدراسات العليا الأسبق، وعدد من قيادات الوزارة بمراعاة جميع إجراءات التباعد الاجتماعي، والالتزام بجميع الإجراءات الاحترازية والوقائية اللازمة.
وأكد الدكتور محمد مختار جمعة، خلال افتتاح الدورة، أن هذه الدورة أعدت خصيصًا للأئمة والإداريين من محافظة شمال سيناء والمقيمين بها، وهدفنا من ذلك هو أننا نعمل على الاهتمام بالقيادات فى المناطق الحدودية، سواء أكانوا ممن نشأوا بها أم ممن أقاموا بها إقامة ثابتة، موجهًا باغتنام هذه الفرصة والحرص على تحقيق الكفاءة والمهارة، لأن الكفاءة هي المعيار الوحيد والشرط الرئيسى لتولى أى عمل قيادى، ولنا فى هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- القدوة الحسنة، فعندما هاجر -صلى الله عليه وسلم- استأجر عبد الله بن أريقط، وكان مشركًا ليكون دليلًا له في الطريق، مع أن هناك من المسلمين من هاجر قبله ومن هاجر بعده، ومع ذلك استأجر المشرك لعامل الكفاءة والخبرة، والمراد هنا الكفاءة المهنية والكفاءة الإدارية، فعليكم أن تنموا هذه المهارات والخبرات مهنيًّا وإداريًّا.

وأشار جمعة إلى منحة الله -عز وجل- لأهل مصر ورزقه لهم بعودة صلاة الجمعة، مضيفا: "لكن ينبغى أن لا نظن أن الوباء قد تم القضاء عليه تمامًا، ولكن نأخذ في الاعتبار ما تقوم به الدولة من ضوابط وقائية وإجراءات احترازية".

وأضاف: "من ثم لابد أن نؤكد على مراعاة الواقع والحال، فنقول: إن الأصل فى صلاة الجمعة هو الوجوب لكن فى وقت النوازل لو صلى كبار السن والمرضى فى بيوتهم فلا حرج عليهم، ليس هذا فقط بل من صلى الجمعة فى بيته ظهرًا تخوفًا أو تحوطًا، أو أراد بنيته أن يؤثر الآخرين على نفسه، أو من أجل عدم المشاركة حتى لا يكون سببًا فى التزاحم فلا حرج عليه".

وأوضح أنه تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي فى الحفاظ على مال الوقف، فقد قررنا عدم تجديد أى عقد لأى تعامل مع الأوقاف وكل ما يتصل بمال الوقف، إلا إذا كان بالقيمة الإيجارية العادلة، فالاعتداء على مال الوقف لا يسقط بالتقادم، ولا يمكن الاستيلاء عليه أيضًا بالتقادم.
ولفت إلى أن الوزارة تهتم بالمدارس القرآنية، وستعمل في المرحلة المقبلة على فهم القرآن الكريم بجانب حفظه وذلك عن طريق إنشاء المدارس الفكرية، لأن الحفظ وحده ليس كافيًا لتحصين النشء من الأفكار المتطرفة، وسيتم استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة لتعليم الأطفال القرآن الكريم وفهم معانيه، حتى يتم تغيير نمط التفكير والسلوك لدى الأطفال.

وبين وزير الأوقاف، أن الوزارة أحدثت تقدمًا فى مجال الترجمة بإصدار سلسلة "رؤية" المترجمة التى تصدرها وزارة الأوقاف بالتعاون مع وزارة الثقافة، وقد صدر أول كتاب ضمن هذه السلسلة "فقه بناء الدول" مترجمًا إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، موجهًا إلى ضرورة الالتزام بالأخلاقيات فى إدارة الصفحات الشخصية، مبينًا أن صفحة الإمام على وسائل التواصل الاجتماعي كمنبره، فلا يصح أن تكون صفحات التواصل الاجتماعى، مجالًا للسب والقذف وسوء الأدب مع الآخرين.

وفى ختام كلمته نوه وزير الأوقاف، بأن هذه الدورة هى الأولى من نوعها، حيث بدأنا بمحافظة شمال سيناء تأكيدًا على أهمية هذه المحافظة، واهتمام الدولة بأبناء سيناء والمقيمين بها، فيكفى أنها المكان الوحيد الذي تجلى فيه الله -عز وجل-، وفيها الوادي المقدس، وفيها البقعة المباركة من الشجرة، مشيرًا إلى أن الوزارة بصدد الاهتمام بتدريس العلوم الإنسانية.


وفى كلمته، قدم الدكتور عبدالله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية الشكر للدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على الارتقاء بمستوى العمل الدعوى المستمر للأئمة والواعظات، واصفًا الوزير بأنه رائد من رواد التجديد فى مصر والعالم الإسلامى، حيث ارتقى بالوزارة فى تجديد الدعوة والفكر وفى كل المجالات.
وألمح إلى أن وزارة الأوقاف قدوة فى الأخذ بالإجراءات الاحترازية لمواجهة كورونا، مشيرًا إلى أن علماء وزارة الأوقاف لديهم القدرة فى التفريق بين ما يجب وما لا يجب في التعامل مع صفحات التواصل الاجتماعى.