إسدال الستار على انتخابات الشيوخ بالإسكندرية دون إعادة بعد اكتساح مستقبل وطن

في أول استحقاق انتخابي بعد التعديلات الدستورية التي أُجريت في أبريل 2019، أجريت الجولة الأولى من انتخابات مجلس الشيوخ يومي 9 و10 خارج مصر، ويومي 11 و12 أغسطس داخل مصر، بنسبة مشاركة بلغت 14.23%، حيث بلغ عدد الناخبين الحاضرين المشاركين في التصويت 8 ملايين و959 ألف و35 ناخبا الانتخابات، من أصل 62 مليون و940 ألف و165 ناخبا يحق لهم التصويت.
وأعلن المستشار لاشين إبراهيم، رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، أول أمس الأربعاء، نتيجة انتخابات مجلس الشيوخ، حيث أعلنت الهيئة حسم 74 مقعدًا على المقاعد الفردية، وإجراء جولة الإعادة على 26 مقعدًا آخر في 14 محافظة، كما اعتمدت الفائزين بنظام القوائم، وفازت القائمة الوطنية من أجل مصر في الدوائر الأربعة المخصصة لنظام القوائم ومقراتهم بالقاهرة والجيزة والشرقية والإسكندرية لانتخابها بنسبة تجاوزت 5% من الناخبين المقيدين بكل دائرة.
وفي الإسكندرية، أسدل الستار على انتخابات مجلس الشيوخ بعد نجاح الائتلاف الذي يقوده حزب مستقبل وطن في حصد المقاعد السبعة الفردي المخصصة للمحافظة، من أصل 67 مرشحًا في الانتخابات، حيث فاز كل من المهندس سامح الشيمي، والمحاسب سعد عبدالمولى الفقي، والمحامي علاء جاد، والمحاسب السيد جمعة، والأستاذ محمد حمزة، والدكتور نشأت متري، من حزب مستقبل وطن، والمهندس محمد الرشيدي من حزب الشعب الجمهوري.
اقرأ أيضًا:
في إطار مهرجان الإسكندرية الصيفي..مدحت صالح على مسرح مكتبة الإسكندرية
المشاركة في انتخابات الشيوخ
تعد نسبة المشاركة في هذا الاستحقاق الانتخابي مقبولة، نظرًا لاتساع رقعة الدوائر، حيث تعتبر محافظة الإسكندرية دائرة واحدة، وكذلك الإجراءات الاحترازية المتبعة لمجابهة انتشار فيروس كورونا المستجد، حيث يبلغ عدد الناخبين المقيدين أمام جميع اللجان الفرعية بالإسكندرية 4 ملايين، و51 الفًا، و709 ناخبًا، وعدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم 387 ألف، و597 ناخبًا، ومجموع الأصوات الباطلة في كل اللجان 61 ألف و184 صوتًا.
وفي تصريحات لصدى البلد، قال الدكتور جلال الزناتي، أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة الإسكندرية، إن نسبة المشاركة معقولة، حيث تختلف الانتخابات عن الاستفتاء والانتخابات الرئاسية نظرا لعدم وجود قضية يمكن للتسويق عليها للحشد خاصة ان الإسكندرية اعتبرت دائرة واحدة، وهو ما يرهق المرشحين، ولذلك وعلى الرغم من اختلاف طبيعة الدعاية في هذه المرحلة من استخدام الدعاية الرقمية واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشار إلى أن انتهاء الانتخابات في الإسكندرية دون إعادة وفر على الدولة موارد مالية وكذلك وفر جهد على المرشحين والأحزاب السياسية التي ستعيد ترتيب أوراقها في انتخابات مجلس النواب المقرر إجراؤها في نوفمبر المقبل.
وأضاف الزناتي أن الانتخابات أثبتت اننا بصدد مرحلة جديدة للحياة السياسية في مصر ، حيث تصدر حزب مستقبل وطن المشهد السياسي ومعه الأحزاب الوطنية المتحالفة بالقائمة خاصة وأنه الحزب الأكثر تنظيما سياسيا بل ونجح في خلال 7 سنوات منذ تأسيسه في تصدر المشهد بل وإقصاء منافسيه من مرشحي حزب النور في الجولة الأولى بالإسكندرية، وفى النهاية من وجهة نظري أن الصورة لهذا المجلس ستكتمل بالمعينين ال 100 الذين سيحددون الشكل العام لهذا المجلس البالغ الأهمية.
الالتزام الحزبي أساس النجاح
وقال المهندس رمضان حسين، أمين دائرة ثان المنتزة بحزب مستقبل وطن، إن الحزب ليس بجديد على الشارع السكندري، فالحزب له قواعد راسخة في الشارع، واستطاع الوصول إلى كل مكان في مصر، وكان متواجدًا بقوة في الشارع، وإلى جوار المواطن، وأبرز دليل على ذلك ما قدمه الحزب من حملات ومبادرات أثناء جائحة كورونا، باعتبار ذلك جزءًا لا يتجزأ من دور الحزب الاجتماعي.
وأشار حسين إلى أن الحزب انتهج نهج جديد في الدعاية الانتخابية بسبب فيروس كورونا، حيث اقتصرت التحضيرات وأعمال الحشد على عقد اجتماعات تنظيمية للأعضاء التنظيمين وهيئات مكاتبهم، والوحدات الحزبية المتواجدة في كل مكان بالقسم، وكذلك كبار العائلات، لحشد أكبر عدد ممكن من الناخبين، مع التأكيد على الالتزام الحزبي بدعم مرشحي الحزب من رقم (1) إلى رقم (7)، بالإضافة إلى القائمة الوطنية من أجل مصر.
ولفت حسين إلى أن محيط اللجان الانتخابية بالإسكندرية شهد تواجد مكثف من شباب وأعضاء الحزب لمساعدة المواطنين، وذلك وبصفة خاصة كبار السن والمرأة، كما تم تشكيل غرف عمليات فرعية تتبع غرفة العمليات المركزية بالمحافظة لمتابعة سير العملية الانتخابية، فضلًا عن مقار اعرف لجنتك التي تغطي كل أقسام المحافظة، وتوفير سيارات لنقل المواطنين إلى مقار لجانهم.
مشاركة المهنيين والعمال
شهدت انتخابات مجلس الشيوخ اقبالا متزايدًا من العمال والنقابات المهنية، إيمانًا منهم بأهمية المشاركة والإدلاء بأصواتهم في هذا المعترك الانتخابي المهم في المشهد السياسي المصري.
وقال المهندس السيد حسن، أمين أمانة المهنيين بحزب مستقبل وطن بالإسكندرية إن المهنيين كان لهم دور هام جدًا، حيث شارك ما لا يقل 28300 نقابي في الانتخابات، وكان هذا ثمار الاجتماعات المتواصلة التي أجربت قبل الانتخابات لدعم مرشحي الحزب مع نقابات الأطباء، والمهندسين، والزراعيين والتطبيقين.
وأشار حسن إلى أن أمانة المهنيين شكلت غرفة عمليات مركزية على مستوى المحافظة، بالإضافة إلى غرف فرعية على مستوى الأقسام، لحشد الناخبين للمشاركة في انتخابات مجلس الشيوخ 2020 لدعم القائمة الوطنية من أجل مصر ومرشحي الحزب.
وقال الأستاذ محمد الدهراوي، نائب رئيس اللجنة النقابية بشركة اسكندرية للبترول، إنه تم توفير اتوبيسات لنقل عمال الشركة إلى لجانهم الانتخابية للتسهيل عليهم من أجل أداء حقهم الدستوري والتشريعي، مشيدًا بالمشاركة المتميزة من العمال في هذا الاستحقاق الانتخابي المهم.
مشاركة المرأة
برزت مشاركة المرأة خلال جميع الاستحقاقات الانتخابية السابقة، وبرز دورها خلال الجولة الأولى من انتخابات الشيوخ حيث كانت رأس الحربة والحصان الرابح من حيث نسبة المشاركة.
وقالت عفاف العمراوي أمينة المرأة بالمنتزة بحزب مستقبل وطن بالإسكندرية، إن نسبة مشاركة المرأة وصلت إلى 60% بمحافظة الإسكندرية، وكان لها دور مشرف في هذا الاستحقاق الانتخابي كعادتها دائمًا.
وعن دورهم في الانتخابات، أشارت العمراوي إلى أن أمانة المرأة بالمحافظة أطلقت مبادرة "انزل شارك" ضمن حملة طرق الأبواب، حيث قاموا بالمرور على البيوت لتوعية الناس بطريقة التصويت، وأهمية مجلس الشيوخ، وشرح برنامج الحزب للمواطنين، لحثهم على التصويت لمرشحي الحزب.
وأضافت أن تم عقد سلسلة اجتماعات توعوية مصغرة مع عدد كبير من النساء لشرح كيفية التصويت، وتوعيتهم بأهمية مشاركتهم، فهذا حقهم، فهن نصف المجتمع ولهم دورهم البارز في جميع الاستحقاقات التشريعية والانتخابية السابقة.
يذكر أن عدد المرشحين في الإسكندرية بلغ عن 67 مرشحًا، من بينهم 12 امرأة و54 رجلًا، بواقع 22 مرشحًا حزبيًا، و44 مرشحًا مستقلًا، ويتصدر مستقبل وطن قائمة الأحزاب ب6 مرشحين، يليه حزب حماة الوطن بخمس مرشحين، حزب النور والإصلاح والنهضة بمرشحين لكل منهما. بينما تخوض أحزاب الشعب الجمهوري، والوفد، ومصر بلدي، والغد، ومصر القومي، والجيل الديمقراطي، والوفد الجديد الانتخابات بمرشح وحيد لكل منها.