جاء اعتراف الحكم جهاد جريشة حكم لقاء الزمالك والاسماعيلي بارتكابه أخطاء أثناء تحكيمه لمباراة الزمالك والاسماعيلي ليضع اتحاد الكرة المصري في مأزق بشأن قراره الخاص باعتماد نتيجة تلك المباراة بحسب لوائح الفيفا. فالحكم جهاد جريشة، حكم المباراة أجرى اتصالين عقب نهاية المباراة مباشرة ب"علي غيط"، مستشار النادي الاسماعيلي، وب"صبري المنياوي" مدرب الدراويش أكد لهما فيه أنه أخطأ خطأ فنيا بعدم احتسابه ركلتي جزاء صحيحتين للاسماعيلي في المباراة. واعترف "جريشه" بخطئه وأكد أن زاوية الرؤية لم تسمح له برؤية ركلتي الجزاء وأنه شاهدهما عبر شاشة التلفزيون في الاعادة عقب المباراة وطالب جماهير الاسماعيلي بقبول اعتذاره ومسامحته. ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه هو" هل كتب جريشة هذا الكلام في تقرير المباراة الذي يقوم بإرساله في اليوم التالي للمباراة لاتحاد الكرة أم لا، فاذا لم يكن قد كتبه فسيكون خطأ فادحا وسيكون سكوتا عن الحق الذي اعترف به تليفونيا ويجب أن يعترف به رسميا في تقرير المباراة المسجل لدى اتحاد الكرة. واذا كان جريشه قد كتب هذا الاعتراف رسميا في تقرير المباراة ففي هذه الحالة سيضع اتحاد الكرة في مأزق بشأن اعتماده لنتيجة المباراة حسبما تنص لوائح كرة القدم لدى الاتحاد الدولي (الفيفا). وتنص المادة 50 من لائحة المسابقات بالاتحاد الدولي فيفا على بند يقول (تعاد المباراة كاملة في الأحوال التالية). أ - إذا أقر الحكم في تقريره بارتكابه خطأ فنيا أو مخالفا لما تنص عليه اللائحة حسب قانون اللعبة شريطة أن يتقدم أحد الناديين المتباريين أو كلاهما باحتجاج إلى الاتحاد أو إذا رأت لجنة المسابقات بالدليل القاطع دون الحاجة إلى احتجاج من أي ناد. فهل يقوم اتحاد الكرة باتخاذ قرارا مفاجئا باعادة المباراة استنادا على هذا البند؟ وهناك العديد من الأمثلة لاعادة مباريات كاملة بسبب أخطاء الحكام واعترافهم بها على النحو التالي: 1- في موسم 2003-2004 تم اعادة مباراة في الدوري التركي بين فناربخشه وريزا سبور بسبب اعتراف الحكم التركي على ايدين بخطأه في منح اللاعب فيكتوريا مدافع ريز سبور انذارين دون أن يقوم بطرده 2- في 15 فبراير 2005 تم اعادة مباراة في الدوري التركي أيضا بين بيشكتاش وجالاتا سراي بسبب اعتراف الحكم التركي قدوسي بخطأه في ركلة حرة مباشرة احتسبها لصالح جنشلربيرليجي سجل منها اللاعب على تاندوجان هدف التعادل 3- في 2002 أعيدت مباراة في دوري الدرجة الأولى الفرنسي بين أوزير وسيدان بسبب اعتراف الحكم بخطأه في السماح لأوزير باستئاف اللعب من منتصف الملعب بعد هدف سجله سيدان وكان اثنين من لاعبي فريق سيدان لم يعودوا لنصف ملعبهم 4- اعادة مباراة الشباب والفتح في الدوري السعودي في 12 يناير 2010 بعد اعتراف الحكم بخطأه في احتساب هدفا من ركلة جزاء سددها اللاعب بعد متابعة للكرة التي ارتدت من القائم 5- اعادة مباراة أوزبكستان والبحرين في سبتمبر 2005 في تصفيات كأس العالم بعد رفض الحكم اعادة ضربة جزاء سجل منها سيرفر جيباروف هدفا لأوزبكستان واحتسب ركلة حرة لمصلحة البحرين - كما أن هناك حالة مشابهة أخرى عندما قام الحكم التونسي سليم الجديد بطرد مهاجم بوركينا فاسو جوناثان بيترويبا في لقاء بوركينا أمام غانا في قبل نهائي كأس أمم إفريقيا الأخيرة (2013) ، ثم أقر الحكم في تقريره بخطأه في منح اللاعب انذارا ثانيا وبطاقة حمراء. وقام الاتحاد الافريقي لكرة القدم بالغاء البطاقة ورفع الايقاف عن اللاعب البوركيني وشارك في المباراة النهائية للبطولة رغم طرده في قبل النهائي ، وبالطبع لم تعاد المباراة لأن بوركينا فاسو فازت ولم يؤثر الطرد على نتيجة المباراة ولكن تم رفع الايقاف عن اللاعب نقطة أخيرة: بخلاف الخطأ الفني الذي وقع فيه حكم المباراة كان هناك خطأ اداري أخر في المباراة بحضور مجموعة من جماهير الزمالك وصلت إلى العشرات رغم ان لوائح اتحاد الكرة تنص على اقامة مباريات الدوري بدون جماهير ومنذ أيام قليلة وتحديدا يوم 6 مارس الحالي انسحب فريق الصفاقسي من مباراته أمام الملعب القابسي قبل نهايتها بربع ساعة بسبب تواجد بعض الجماهير في المدرجات وبعض منها نزل إلى مضمار الملعب رغم اقامة المباراة بدون جماهير ليقرر الاتحاد التونسي اعادة المباراة بالكامل بسبب حضور الجماهير غير المصرح به. سننتظر ونرى في الأيام المقبلة ماذا سيكون قرار اتحاد الكرة بشأن اعتماد نتيجة المباراة التي كان بها خطأ تحكيمي فني وخطأ اداري ، وسننتظر لنرى ماذا سيكون رد فعل مسئولي النادي الاسماعيلي وهل سيكتفون باعتذار جهاد جريشه أم سيقوموا بتصعيد الأمور وتقديم شكوى لاتحاد الكرة أو تصعيدها للفيفا والمطالبة باعادة المباراة لما شابها من أخطاء. المزيد من أعمدة خالد طلعت