العراق دولة من دول حضارات العالم القديم فتركيبته الأثنية والعرقية أعطته زخما حضاريًا وثقافيًا فظهرت هويات تتخذ من الدين واللغة والعرق قومية وهوية لها وانصهرت جميعها ضمن الهوية القومية للدولة العراقية، فثقافة المجتمع وحضارته وتاريخه ضمن معايير تكون ولاءات وانتماءات أبنائه وفي سنوات الضعف والاضمحلال للدولة المركزية العراقية تمثل اشكالية فكريه وثقافيه فتركيبته الأثنية والعرقية تكون علي حساب مصالحه القومية العليا ، فبعد 2003 طغت الهويات المحلية علي حساب الهوية الوطنية كنتيجة مباشره لضعف السلطة المركزية وغياب الغاية القومية، وزاد علي ذلك ظهور العولمة وامتلاك الدول الكبرى صاحبه الحضارة والثقافة المتعارضة مع ثقافتنا وعاداتنا وقيمنا العربية للتكنولوجيا ومنصات التواصل الاجتماعي لنشر ثقافتها وعاداتها وتقاليدها ونمط حياته شعوبها. باستخدام القوي الناعمة وآلة إعلامية ضخمه ووسائل اتصال حديثه وتكنولوجية تنتجها وتتحكم فيها وتنشر مايتلائم مع طبيعة مجتمعاتها ويحقق أهدافها القومية،فإنتشرت ثقافات سلبيه حولت ثقافه الإنسان العربي والعراقي من ثقافه العمل والإنتاج إلي ثقافه الاستهلاك والبحث عن رغباته ومتعته،وتغيرت أنماط سلوكه وعادته من خلال القوي الناعمة من مسلسلات و أفلام تبرز سلبيات المجتمع وتصور الحياه علي غير حقيقتها في الدول الأخري،وفي ظل العولمة وامتلاك المجتمعات الغربية القدرة أصبحت تمثل تحديا فكريا وثقافيا علي مستوي المجتمعات العربية وليس المجتمع العراقي فتغيرت طريقه التفكير واللهجة المحلية، حيث ان تأصيل الهوية يعد من اهم سبل تشكيل الشخصية الوطنية وفي ظل الظروف والتحولات العالمية الكبرى انتشرت اللغات العالمية والقيم الغربية مقابل اللغات والقيم المحلية،ومن هنا صارت التحديات تفرض نفسها على المجتمع العراقي واصبحت تتطلب بلورة رؤية خاصة تستطيع من خلالها التمسك والحفاظ على هويه العراق وحضارته مع الانفتاح على العالم والاستفادة من نتائج المعرفة بجميع اشكالها مع الحفاظ علي الهوية الوطنية العراقية وذلك يمثل تحديًا واشكاليه ضمن اشكاليات الأمن القومي العراقي،لم تتعامل معها الحكومات العراقية المتعاقبة منذ 2003 وحتي الأن،وتزادد خطورة تلك التوجهات إذا كان المتلقي لايدرك الهدف الأساسي من صناعة تلك الصورة فتلك المؤسسات الإعلامية تهدف إلي الربح بغض النظر عن القيم والعادات والتقاليد،كل تلك المعطيات تداخلت مع أزمة الشرعية للنظام السياسي الذي أوجده الاحتلال فزادت من حده تلك التحديات، وعمدت القوي الإقليمية والاحتلال إلي تغذيه الهويات المحلية والدينية وجعلتهم في حال صراعيه لخدمه مصالحهم فالقوي المعارضة لنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين قدمت نفسها للاحتلال الأمريكي بهوياتها المحلية واستغل الاحتلال ذلك في العراق بعد احتلاله ،فجميع القوي العراقية قراءتها السياسية لمستقبل العراق مقترنه بتركيبتها الاجتماعية وعلاقاتها الداخلية والإقليمية فرؤيا القوي الكردية تميل إلي عراق متعدد العرقيات وتري الاستقلال الذاتي، الأحزاب العربية والقوي السنيه تري عراق مركزي موحد ذو الطابع العربي القومي،الأحزاب الشيعية تري عراق إسلامي تحكمه الأغلبية الشيعيه،الأحزاب العلمانية تري فصل الدين عن الدولة
ويمكن حصر تلك التحديات في النقاط التالية:
1- العولمة الثقافية وتداخل الثقافات علي مستوي العالم:فالعراق أدخلت قيادته السياسية السابقة في صراعات متتاليه وحروب ومرً بفتره حرجة نتيجة حصاره فظهر ما يسمي بثقافة الحروب، وظهرت الانتهازية وحب الذات والحصول علي المكاسب علي حساب القيم الوطنية واصبحت الثقافة الوطنية العراقية تواجه تحديًا في طغيان الثقافات الإقليمية والدولية علي حساب الثقافة الوطنية وساعدت وسائل التواصل الاجتماعي وتحول العالم إلي وحده معلوماتية واحده بواسطه التطور التكنولوجي إلي طمث هويته الوطنية ، لاعتمادها علي التنميط الذي هو نقيض الهوية والفردية، وتراجعت اللغة العربية في المجتمع العراقي الوطنية وذلك يمثل إشكالية ضمن إشكاليات الأمن القومي العراقي.
2- ضعف القيم الروحية والأخلاقية:-نتيجة تفكك وضعف الدولة المركزية العراقية لم تعد القيم والتقاليد العربية التي تشكل وتميز الثقافة العربية والعراقية من احترام الأسرة والعلم والعلماء وتقديس العمل والبحث عن العلم والتكافل الاجتماعي وتحول الاستثمار الزراعي والصناعي الذي يزيد الإنتاج إلي استثمار استهلاكي وظهرت ثقافه الاحتكار الوطنية وذلك يمثل إشكالية ضمن إشكاليات الأمن القومي العراقي.
3- ضعف اللغة الوطنية أمام اللغات الأخري: نتيجة تفكك المجتمع العراقي في صراعات وحروب ممتدة أهمل التعليم في كافه المراحل وصولا للجامعة، وظهر ضعف مستوي الطلبة في المدارس والجامعات ،وانتشرت اللغات المختلفة مثل الإنجليزية والكردية وغيرها نتيجة ضعف الهوية الوطنية ،وزاد الشعور بالاغتراب نتيجة تفكك المجتمع داخليًا وعدم وجود هوية وطنيه ضمن مشروع قومي يلتف حوله المجتمع العراقي، نتيجة ظهور محلات تحمل أسماء أجنبية وزاد التطرف الديني والثقافي واصبح تلك معضلة أمنية ضمن إشكاليات الأمن القومي العراقي .
4- التفاعل مع الثقافات المعاصرة: دائما في مراحل الاضمحلال والتفكك للدولة المركزية وضعف قبضه الدولة، ظهرت طبقه من الشباب والمثقفين الذين يقلدون الغرب ويسلمون تسليما مطلقا لسياسته ونظرياته في الاقتصاد والعلوم واللغة، وغاب النقد الموضوعي بحيث نستقي منهم ما يتلائم من ثقافتنا وعادتنا، بحيث لا تطغي الثقافات الأخري علي الثقافة الوطنية العراقية الوطنية وذلك يمثل إشكالية ضمن إشكاليات الأمن القومي العراقي.
5- ضعف القيم الأخلاقية والروحية:- المجتمع العراقي من المجتمعات صاحبة الحضارة وتمثل القيم الروحية والثقافية والأخلاقية مرتكزات تقدمة والترابط الأسري في المجتمع العراقي هو نواه ترابط نسيجه الوطني ونظرا لتعرضه لعدد كبير من الحروب ظهرت ثقافات الحروب مثل الانتهازية والاحتكار وحب الذات وضعف القيم والارتباط بالوطن وزياده الانتماء للهويات المحلية والعشائرية علي حساب الهوية الوطنية وذلك يمثل إشكالية ضمن إشكاليات الأمن القومي العراقي.
6- ضعف سياسات الدولة واستراتيجيتها : عدم إدراك أهمية التنمية الثقافية التنسيق بين قطاعات الدولة الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص ضعيفة وتكاد تكون منعدمه في بعض المناطق نتيجة الإرهاب وضعف قبضه الدولة، ضعف الموارد المالية نتيجة الحصار والحروب المستمرة والإرهاب جعل الاهتمام بالثقافة في مرتبه متأخرة لدي العراقيين لبحثهم عن مصادر للدخل ، ضعف البني التحتية لقطاع الثقافة في جميع أنحاء العراق وأن كانت كردستان العراق تحظي بموارد ماليه ، تلك وغيرها من الأسباب ضمن إشكاليات الأمن القومي العراقي وذلك يمثل إشكالية ضمن إشكاليات الأمن القومي العراقي.