قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن تمرين النفس فيه مقاومة وتعتبر بداية التربية الحقيقية، أي شيء ترى أن نفسك تريدها خالفها فيه. وأضاف « جمعة» عبر صفحته الرسمية بموقع « فيسبوك» أنه يُذكر في الآثار أنهم ذكروا لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أحد اليهود في المدينة- قبل أن يُجليهم عن الجزيرة- يُخبر من وراء الكثيف وكأنه لطيف، يعني: "يعرف ما وراء الحائط" فأخذ سيدنا عمر - رضي الله عنه - السيف وذهب إليه فلما ذهب وطرق الباب، قال اليهودي: علام جئتني تقتلني يا عمر؟. وتابع عضو هيئة كبار العلماء أنه من وراء الباب عرف أنه عمر وعرف أيضا أنه جاء يقتله، قال له: افتح ولك الأمان، فلما فتح قال له : كيف وصلت إلى هذا ؟! قال : ما عُرِض عليّ شيء قط إلا عرضته على نفسي فإن اشتهته أبيته، وإن أبيته فعلته، قال له : هذا الذي وصلت إليه من مقاومة نفسك. وأوضح المفتي السابق أنه عندما قاوم نفسه منحه الله خوارق العادات وليس الكرامات، فالكرامات لا تطلق إلا على الأولياء والمؤمنين - خوارق العادات- قد تكون لغير المسلمين فهي ليست دليلا علي شيء وإنما نعمة من نعم الله مثل الغنى، والبصر .. إلخ، ممن في الأديِرة أناس يطيرون في الهواء، وفي "التبت" ينظر إليك يقول لك فيما تفكر أو أين كنت بالأمس. اقرأ أيضًا: ماذا أفعل عندما يوسوس لي الشيطان.. علي جمعة يجيب بكلمتين ونبه أن هذه نعمة لكنه كفرها أو حَصّلَها كنعم الله كلها, لكنه لم يقم بشكرها، لأن أول الشكر الإيمان، فقد يطير في الهواء ويمشي على الماء لكنه قد يكون كافرا أو عاصيا، لئلا تخدع بمثل هذه الأمور الخوارق؛ فليس هذا دليلا على الولاية، ولا هو لب الدين، ولا هو أصل طريق الله، وإنما طريق الله: الذكر والفكر والتربية. وواصل: في أثناء هذا يمكن أن تطير في الهواء، لا مانع فنحن نطير بالطيارة، ماذا حدث؟! ويمكن أن تمشي على الماء برجليك، وماذا يعني هذا؟ لا شيء، فأنت تمشي بالسفينة؛ فلا داعي لهذا الخبَل الذي يحدث في الدماغ..!، سيدنا المرسي أبو العباس سمع ضجة فقال: ما هذا ؟ قالوا: ضبطنا أحد العُبّاد يفعل الفاحشة، ومع امرأة متزوجة، فلما أردنا أن نمسك به، جرى فأخرج منديلا من جيبه وفرشه على الماء ومشي عليه بعيدًا. وأكمل: قال:هذا رجل فاسق، قالوا : أفْهِمْنَا ما هذا ؟! قال: إن الكريم إذا وهب ما سلب، ربنا عَرّفه كيف يمشي على الماء فلا يسلبها منه لأنه عصي وزنا وأصبح فاسقا؛ إذًا فالفاسق يصدر منه الخارقة، والكافر يصدُر منه الخارقة أشد من الفاسق، طريق الله ليس هذا، وإنما طريق الله :"الذكر والتربية والخلوة" أثناء هذا ممكن أن تطير في الهواء، تمشى على الماء. وأردف: لذلك قال أهل الله : لو رأيت الرجل يطير في الهواء أو يمشى على الماء فأعرِض أمره على الشرع فإن وافقه فهو علي جادة الطريق،ولكن ليس لأنه طار أو مشي ولكن لأنه وافق الشرع, وإن خالفه فهو شيطان، شيطان طيّره معه في الهواء, فيجب عليك أن تؤمن بالغيب في الشهود، فسيدنا عمر قال له : أسلم فأنت رجل صالح، لو أسلمت ستكون في مرتبة عالية، ولذلك فإن ربنا - وهو يتكلم عن هؤلاء في القرآن- يقول: { وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ } وهذا إنصاف، ولم يقل " كلهم " بل قال: "ومنهم" وهذا منهم. شاهد أيضاً: تطهر النفس وتشفي القلب.. على جمعة يوضح فضل الصلاة على النبي واسترسل: هذا يدل على أن القرآن من عند الله؛ لأنه مُنصف إنصافا لا يرد على خاطر البشر، فقال له : أعطني ثلاثة أيام أفكر, ثلاثة أيام ثم جاء وقال له: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، قال له : ماذا حدث ؟! قال له : عرضت الإسلام على نفسي فأبت إباءً شديدا فأسلمت!. واختتم الدكتور على جمعة: إذن صدق التربية نَجاه وهذه هي الرياضة، هذا هو الصدق مع النفس، وكان سبب إسلامه أنه عرف المفتاح، فلما جاءت في هذه القضية كان منصفا فقد سأل نفسه: لماذا أنت ضد الإسلام ؟ العنجهية ، العرقية ،الحقد والحسد, كُشِفَ أمام نفسه, فقال: أنا أهرب من كل هذا وإذ بي ملآن في قلبي منه- من الحقد ومن الحسد ومن التفاخر والتعالي .. إلخ - إذن أنا رجل شرير تُبنا إلى الله أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فأسلم فنجا، الله مقصود الكل. اقرأ أيضاً: علي جمعة يوضح مسئوليةٌ الإنسان الفردية على عمله.. والدليل 8 آيات من القرآن