قال الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الجمهورية، إن الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم- بركة عظيمة لعدة أمور، منها: أنك كمخلوق تقوم بفعل لله - تعالى- كما شاء، وكيف شاء، لأنه- سبحانه- والملأ الأعلى جميعًا يصلون على النبي- عليه الصلاة والسلام-، قال - تعالى-: « إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا»، ( سورة الأحزاب: الآية 56). وأضاف « عاشور» في إجابته عن سؤال: « أصلي على النبي بنية قضاء حاجة ولا تتحقق، فماذا أفعل، وكيف أرد على من ينكر ذلك؟» عبر فيديو البث المباشر لدار الإفتاء، اليوم الاثنين، أن الصلاة على النبي - عليه الصلاة والسلام- شرف عظيم، فالنبي أحب مخلوق إلى الله، والصلاة عليه تفرج الهموم، وبها تقضى الحوائج. واستشهد مستشار المفتي بما روى عن أبي بن كعب - رضى الله عنه- قال: « قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي؟ فَقَالَ: مَا شِئْتَ ، قَالَ: قُلْتُ الرُبُعَ ؟ قَالَ: مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ، قُلْتُ النِّصْفَ؟ قَالَ: مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ،قَالَ : قُلْتُ فَالثُّلُثَيْنِ ؟قَالَ : مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ، قُلْتُ أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا ؟ قَالَ : «إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرَ لَكَ ذَنْبُك »، ( رواه الترمذي وأحمد ). وأوضح الدكتور مجدي عاشور أن من يكثر من الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم- وظل الهم موجود، لابد أن يعرف أن ما يمر به منحة ربانية له، معلقًا: « كأنك في جنة، فلا تشكك في إيمانك ويقينك أو كلام نبيك ولكن هناك وقت مناسب ليحقق الله لك مرادك»، مشيرًا إلى قول ابن عطاء السكندري : « لا يكون تأخر أمل العطاء مع الإلحاح في الدعاء موجبًا ليأسك، فإنه قد ضل لك الإجابة فيما يختاره لك، وليس ما تختاره، وفي الوقت الذي يريد، ولا تريد»، وهذا هو الخير كله؛ فالغيب بين الله وحده، ولابد أن تستمر من الإكثار من الصلاة على النبي- عليه الصلاة والسلام-. اقرأ أيضًا: على جمعة يكشف عن 23 موضعا للصلاة على النبي وفي سياق متصل، نبه الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ليس في حاجة إلى أن نصلي عليه، بل نحن في حاجة إلى أن نصلي عليه، حتى يكفينا الله همومنا، ويجمع علينا خير الدنيا والآخرة، ويغفر لنا ذنوبنا. وأفاد « جمعة» عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك»، أنه قد يسأل سائل كم نصلي على النبي- صلى الله عليه وسلم- في يومنا وليلتنا، ونقول: " لا حد للصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم-"، فينبغي على المسلم أن يجتهد في الصلاة عليه قدر المستطاع، وإن استطاع أن يجعل ذكره كله في الصلاة على النبي فهو خير له. وتابع: فهذا الصحابي الجليل أبي بن كعب رضي الله عنه يقول للنبي - صلى الله عليه وسلم- : (قلت : يا رسول الله، إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي ؟ فقال : ما شئت. قال : قلت الربع ؟ قال : ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت : النصف؟ قال : ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قال : قلت فالثلثين؟ قال : ما شئت، فإن زدت فهو خير لك. قلت : أجعل لك صلاتي كلها ؟ قال : إذًا تكفى همك ويغفر لك ذنبك)، [رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح]. اقرأ المزيد: تفسير قوله «لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون».. علي جمعة: مدح للنبي وواصل المفتي السابق أنه هكذا نرى أن إنفاق كل مجلس الذكر في الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم- خير عظيم، حث عليه رسول الله، ويؤكد هذا المعنى ما رواه أبي بن كعب كذلك قال : (قال رجل : يا رسول الله، أرأيت ان جعلت صلاتي كلها عليك ؟ قال : إذا يكفيك الله تبارك وتعالى ما أهمك من دنياك وأخرتك)، [رواه أحمد]. وأكمل أنه تجوز الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم- بأي صيغة، المهم أن تشتمل على لفظ الصلاة على النبي، أو صلي اللهم على النبي، حتى وإن كانت هذه الصيغة لم ترد، وإن كانت الصلاة الإبراهيمية أو الصيغة الإبراهيمية في الصلاة على النبي هي أفضلها، فقد اهتم الصحابة رضوان الله عليهم أن يعرفوا صيغة الصلاة عليه فقالو : (يا رسول الله, أما السلام عليك فقد عرفناه, فكيف نصلي عليك ؟ قال : قولوا : اللهم صلِّ على محمد, وعلى آل محمد, كما صليت على آل إبراهيم, إنك حميد مجيد, اللهم بارك على محمد, وعلى آل محمد, كما باركت على آل إبراهيم, إنك حميد مجيد). وأردف أن الصلاة على النبي مفتاح الخيرات، ومرقاة الدرجات، وسبب السعادة في الدنيا والآخرة، فبها تطهر النفس، ويسلم القلب، وينجو العبد، ويغفر له ذنوبه، ويقبلها الله حتى من غير المسلم، وذلك لتعلقها جنابه الجليل، وليس معنى أنه يقبله منها، أنه يثيبه عليها؛ فالثواب وقبول العبادة فرع على التوحيد، وإنما معنى قبولها من غير المسلم أنه إذا طلب من الله أن يصلي على نبيه ويرحمه ويرقيه في درجات الكمال، فإن ذلك سيحدث للنبي - صلى الله عليه وسلم-، ولكن بغير ثواب له لافتقاده شرط التوحيد. شاهد أيضًا: عند زيارة قبر النبي.. علي جمعة يوصى بقراءة هذه الآية ومخاطبته بها