العين والحسد .. أمور لا تقع إلا بمشيئة الله تعالى ، لكن على كل مسلم أن يحصن نفسه دائما بالقران الكريم ، كما أن الكثير يتوهم دائمًا عند كل عارض أو ضيق ينزل به بأنه من العين والحسد، فيخلطون بين ذلك وبين ما يصيبهم من الأمراض أو الاكتئاب أو غير ذلك، لذا ينبغي على المؤمن أن يحسن ظنّه بالله سبحانه والرقية نافعة في جميع الأحوال. الفرق بين العين والحسد هناك فروق عديدة بين العين والحسد العين تكون بسبب الإعجاب والاستحسان والاستعظام، بينما الحسد فسببه الحقد وتمنّي زوال النعم عن الغير والبغض كما أن الحسد أعمّ من العين، فكلّ عائن حاسد وليس كل حاسد عائن، ولذلك نرى من إعجاز القرآن البياني في سورة الفلق الاستعاذة من الحاسد، فإذا استعاذ المؤمن من الحاسد فإنه يدخل في استعاذته العائن كذلك. ويشترك الحسد والعين في الأثر؛ بحيث إن الاثنين يسببان الضرر للمحسود والمعيون، أما المصدر فمختلف، حيث إن مصدر العين هو انقداح نظرة العين، وقد تصيب الجماد والمال والزرع وغيره مما لا يُحسد بالأصل، أما الحسد فمصدره استكثار النعم على عباد الله تعالى، وتحرّك القلب وتمنّي زوالها عنهم. الأثر على النفس: قد يصيب الشخص ماله و نفسه بالعين، لكن لا يحسدها بالتأكيد، قد تقع العين من الرجل الصالح، حيث من الممكن أن يعجب بالشيء ويستحسنه دون تمنّي إزالته وسلبه، أما الحسد فلا يقع إلا من نفس خبيثة وحاقدة علاج العين والحسد ينبغي على من رأى شيئًا أعجبه أن يذكر الله -تعالى- فيقول: ما شاء الله، لا قوة إلا بالله، بارك الله، أو يدعو ويقول: اللهم بارك له، حتى يصرف عنه العين، إذ تقع العين على المعيون أحيانًا بغير اختيار العائن، فمن السلامة أن يذكر الله دائمًا عندما يرى نعم الله على غيره. علاج العين علاج العين أن يطلب المعيون ممّن أصابه بالعين إذا عرفه أن يغتسل بالماء، وعليه أن يجيبه، فقد ورد في السنة النبوية أن سهل بن حنيف كان يغتسل، فرآه عامر بن ربيعة وأعجبه شدة بياض جلده، فقال: (واللهِ ما رأَيْتُ كاليومِ ولا جِلْدَ مخبَّأةٍ)، وما أن قال ذلك حتى غُشي على سهل، فجاء به الصحابة إلى رسول الله وقالوا له: (يا رسولَ اللهِ هل لك في سَهلِ بنِ حُنيفٍ لا يرفَعُ رأسَه؟)، فقال لهم رسول الله: (هل تتَّهِمونَ مِن أحدٍ؟)، فأجابوه بما قال عامر بن ربيعة، فدعاه الرسول وقال له: (علامَ يقتُلُ أحدُكم أخاه ألَا تُبرِّكُ؟)،ثم أمره بالاغتسال، فغسل عامر يديه ووجهه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في وعاء، ثم صُبّ على سهل، فقام ليس به شيء. وأفضل ما يتوقّى به الناس هو التزام طاعة الله تعالى، والإكثار من ذكره، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء، وسؤال الله العافية، وخاصة الرقية الشرعية، وفيما يأتي بعض الأدعية والأذكار قراءة سورة الفاتحة، فهي شافية بإذن الله تعالى. المحافظة على قراءة آية الكرسي. المحافظة على قراءة قل هو الله أحد، والمعوّذتين، وتكرارهم. قراءة الرقية الشرعية، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء. قراءة آخر آيتين من سورة البقرة. قراءة سورة الكافرون. قراءة قوله تعالى: (قُلنا لا تَخَف إِنَّكَ أَنتَ الأَعلى* وَأَلقِ ما في يَمينِكَ تَلقَف ما صَنَعوا إِنَّما صَنَعوا كَيدُ ساحِرٍ وَلا يُفلِحُ السّاحِرُ حَيثُ أَتى)، والدعاء بهذا الدعاء: (باسمِ اللهِ أَرقِيك من كلِّ شيءٍ يُؤذِيك من شرِّ كلِّ نفسٍ وعينٍ حاسدةٍ، باسمِ اللهِ أَرقِيك، واللهُ يَشفِيك) الاستعانة على قضاء الحوائج بالكتمان، وعدم إخبار الناس بفضائل الله تعالى، إلا الثقة منهم النفث عند القراءة كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم. اقرأ أيضًا: للوقاية من الأمراض.. خالد الجندي يكشف عن 22 كلمة تحمي من وباء كورونا دعاء الشفاء من كل داء.. 10 أدوية ربانية.. رددها لمن تريد علاج الإصابة بالعين في حال أُصيب الشخص فيتعالج بإحدى حالتين؛ فإن عرف الشخص الذي أصابه بالعين فيأمره بالاغتسال، وعلى الشخص العائن أن يستجيب لذلك ويغتسل من باب طاعة الله -تعالى- ورسوله صلّى الله عليه وسلّم، ورحمة بالشخص المصاب فيأخذ الماء الذي اغتسل فيه العائن ويصبّ الماء دفعةً واحدةً من خلف المعين، فيُشفى بإذن الله تعالى، والحالة الثانية إن لم يعرف الشخص العائن فيرقى المصاب بالقرآن وبالأدعية الثابتة عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، ويجب أن يكون على يقينٍ بأنّ الشافي هو الله -عزّ وجلّ- وحده، ويُحسن الظن بربه، وأنّ القرآن هو شفاءٌ لكلّ مرضٍ. مصدر الحسد استكثار النعمة على الشخص المحسود وتحرك القلب، أمّا مصدر العين فهو انقداح نظرة العين لكن الحسد والعين يشتركان في الأثر، إذ يسببان الضرر للمحسود والمعين. حكم العين والحسد الحسد والعين من الأمور المحرّمة؛ إذ نهى النبي -صلّى الله عليه وسلّم- عن التحاسد بين الناس، والحسد في جميع الأمور، وتحريم العين من باب الضرر المترتب عليه، وقد نهى النبي -صلّى الله عليه وسلّم- كذلك من أن يؤذي الشخص نفسه أو يقوم بإيذاء غيره، ومن تعمّد أن يصيب الناس بعينه فهو آثمٌ، وعليه أن يتوب توبةً صادقةً، وهناك من لا يتعمّد أن يصيب الآخرين بالعين، وتقع منه دون أن يقصد الضرر بغيره، وقد أمر الله -سبحانه- بالاستعاذة من العائن.