دونالد ترامب هو الرئيس الأمريكي الذي ارتبط اسمه بكثير من علامات الاستفهام والجدل في تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ قدومه الي البيت الأبيض، فالجدل والنقاش لم يعد بين واشنطن ودول اخري بل امتد ليشمل حراكا شعبيا قويا تشهده الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ مقتل المواطن الأمريكي الاسود جورج فلويد الذي قتل علي يد 4 من رجال الشرطة في ولاية مينيسوتا. كثيرة هي الاتفاقيات الدولية والمنظمات العالمية التي أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي ترامب الانسحاب منها وعدم تقديم التمويل للمنظمات الدولية للقيام بمهامها المقدسة ولعل اخر تلك الانسحابات التي اعلنت عنها واشنطن هو الانسحاب من تمويل منظمة الصحة العالمية والتي تساهم فيه واشنطن بما يقرب من 500 مليون دولار من اصل 2.5 مليار دولار هى أصل ميزانية المنظمة. الأمر لم يكن وليد الصدفة بل هناك الكثير من الاتفاقيات التي تراجعت عنها الولاياتالمتحدةالأمريكية وانسحبت منها منذ قدوم ترامب الي سدة الحكم بدعوي انها اتفاقات سيئة لا تخدم المصالح الأمريكية الاقتصادية والدبلوماسية ، وشهر مايو الماضي ليس ببعيد حيث شهد انسحاب واشنطن من اتفاقية الأجواء المفتوحة التي تتيح للدول الأعضاء القيام بطلعات مراقبة جوية في اجواء بعضها. اقرأ ايضا : بعد إعلان ترامب وقف التمويل .. كيف تعوض منظمة الصحة العالمية غياب الأموال الأمريكية ولكون العقلية التي تحكم البيت الابيض جاءت من عالم البيزنس والصفقات كان لابد من تأثر ادارة الحكم في البيت الابيض بتلك العقلية التي لها حساباتها في كل كبيرة وصغيرة فالانسحاب سمة من سمات رجل البيت الأبيض الأول ففي العام الماضي وقع ترامب علي وثيقة الانسحاب من المعاهدة الدولية لتجارة الأسلحة التقليدية التي تقيد بيع أسلحة لجهات متورطة في جرائم حرب . ويبدو أن الرئيس الأمريكي لا يحب التقيد بشروط او اتفاقيات تلزمه بأفعال فكان الانسحاب من معاهدة القوي النووية متوسطة المدي مع الدب الروسي هي الأخري شاهدة علي الانسحابات الأمريكية من الاتقاقيات الدولية والمعاهدات العالمية، وفي مايو من العام 2018 انسحب ايضا من الاتفاق النووي الإيراني او ما يعرف بخطة العمل المشتركة الشاملة . ولم تسلم اتفاقية باريس للمناخ التي تسمح للدول بتعويض انبعاثاتها من ثاني اكسيد الكربون بشكل طوعي هي الأخري من الانسحاب ففي العام 2017 وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاقية التي تهدف لحماية المناخ والكرة الأرضية من التقدم الصناعي الذي يشهده العالم. الأمر لم يكن فقط قاصرا علي الانسحاب من الاتفاقيات والمواثيق الدولية بل امتد ايضا ليشمل الخروج من المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة حيث بدا عداء الرجل لتلك المنظمات حينما اعلن انسحاب بلاده من منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو بدعوي انحيازها للفلسطينيين وكذا انهاء مشاركة الولاياتالمتحدة في الميثاق العالمي للهجرة لكونه يتعارض مع سيادة البلاد ومبادئ الهجرة الخاصة بواشنطن.