أصابتني حالة من الحزن الشديد لأن أحد مشايخنا الأفاضل أفتي بأن عيد الأم حرام وبدعة.. رغم أنني اعتقد أن عيد الأم من أجمل المناسبات في حياتنا لأنه يمثل لحظة وفاء نادرة سبقنا بها أجيالا قديمة لم تعرف هذا التقليد.. إن شيخنا الفاضل وهو يقدم هذه الفتوي لم يقرأ ما جاء في القرآن الكريم عن السيدة مريم عليها السلام.. وربما لم يسمع ما قاله رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام عن السيدة خديجة أو عائشة أو ابنته فاطمة أم الحسن والحسين رضوان الله عليهم جميعا.. إن شيخنا الفاضل لم يتتبع مكانة المرأة الحقيقية في الإسلام سواء في السيرة النبوية الشريفة أو ما جاء ذكره في القرآن الكريم عن المرأة ومكانتها ودورها في الحياة.. لقد كرم القرآن الكريم المرأة ويكفي أن في القرآن أكثر من سورة تخص المرأة وفي مقدمتها سورة النساء وسورة مريم وفي القرآن أيضا حكاية أم سيدنا موسي عليه السلام وزوجه فرعون وبلقيس ملكة سبأ.. وفي وقت اتسعت فيه مساحات الجحود بين الأبناء تجاه الآباء والأمهات ينبغي أن نبقي علي بعض القناديل التي مازالت تضيء القلوب والضمائر ومن بينها المناسبات التي نكرم فيها المرأة.. وبجانب هذا فإن المرأة تعمل وتنتج وتعول ملايين الأسر.. والمرأة هي أستاذة الجامعة وهي الفقيهة في الدين وهي الطبيبة التي تسهر علي راحة المرضي وهي الأم التي أنجبت وعلمت وهي صاحبة الفكر التي أضاءت العقول وطهرت المشاعر, هناك ظواهر غريبة تظهر في حياتنا الآن وتسيء إلي الكثير من الثوابت لأن للأم مكانة خاصة في الإسلام والعقيدة وفي ضمير الأمة اكتسبتها أجيال وراء أجيال.. ليس أقل من أن يقول الأبناء لأمهاتهم كل سنة وأنت طيبة, وأنا علي يقين أن أبناء هذا الشيخ الجليل لن يبخلوا علي أمهم بكلمة طيبة وربما هدية بسيطة في عيد الأم.. تكريم الأم ليس بدعة ولكن البدع الحقيقية هي فوضي الفتاوي التي لم تترك شيئا إلا وحرمته, كل سنة وجميع الأمهات بخير.. نقلا عن الاهرام اليومى المزيد من أعمدة فاروق جويدة