* في ندوة حول استهداف الحوثي للصحفيين اليمنيين: * الحوثيون يلاحقون الصحفيين وأصدروا حكما بإعدام 4 من الزملاء دون سند قانوني * عبد الملك الحوثي يحرض بشكل دائم على استهداف الصحفيين واستباحة دمائهم * المطالبة بحملة لإطلاق سراح المختطفين من أبناء المهنة * قائمة سوداء تضم أسماء منتهكي حقوق الصحفيين سواء أكانوا أفرادًا أو جهات وعلى رأسهم عبد الملك الحوثي
نظم الائتلاف اليمني للنساء المستقلات مساء أمس، الأربعاء، ندوة واجتماعا افتراضيا حول واقع حرية الرأي والتعبير في ظل الانتهاكات الحوثية في اليمن، بعنوان "واقع حرية الرأي والتعبير في اليمن-انتهاكات حوثية مستمرة وإفلات من العقاب".
وترأست الندوة الدكتورة وسام باسندوه، رئيس "تكتل 8 مارس من أجل نساء اليمن" والتي أشارت إلى أن فكرة عقد هذا الاجتماع ولدت مع اليوم العالمي للصحافة في الثالث من مايو، لا سيما وأن هناك العديد من الصحفيين مازالوا رهن الاعتقال لدى المليشيا الحوثية ويواجه البعض منهم أحكاما بالإعدام.
اقرأ أيضًا: التحالف العربي: الحوثي ارتكب 3268 خرقا لوقف إطلاق النار في اليمن
وشددت باسندوه، في مداخلتها خلال الندوة، على أن حرية الرأي والتعبير في اليمن تمر بأسوأ مراحلها على الإطلاق منذ الانقلاب الحوثي في 21 سبتمبر 2014، حيث اعتبر عبد الملك الحوثي قائد الجماعة أن الإعلاميين أخطر من القوميين والمرتزقة ولطالما وصفهم بالطابور الخامس.
استهداف الصحفيين من جانبه، أكد رئيس لجنة التدريب والتأهيل في نقابة الصحفيين اليمنيين، نبيل الأسيدي، أن الصحفيين يتعرضون لمختلف أنواع الانتهاكات من خلال سياسة تكميم الأفواه وتقييد حرية العمل الصحفي، وعملية الاعتقال والإخفاء القسري والقنص المباشر ويواجهون أحكام بالإعدام وحالات شروع بقتل والتعذيب النفسي والجسدي من قبل الميليشيا الحوثية الانقلابية المدعومة إيرانيًا.
واستعرض الأسيدي خلال الاجتماع عبر الاتصال المرئي، واقع حرية الرأي والتعبير في اليمن منذ انقلاب الميليشيا الحوثية وما تعرض له الصحفيون من جرائم وانتهاكات ممنهجة واعتقالات واسعة واحتجازهم ومداهمة منازلهم، ومقرات عدد من الصحف ووسائل الإعلام المختلفة ومصادرة أدواتهم الصحفية ومحاكمتهم بطريقة خارج نطاق القانون. اقرأ أيضًا: بالسلاح.. الحوثي يطرد مئات الأفارقة بأطفالهم ونسائهم تجاه الأراضي السعودية محاكمات صورية وأحكام جزافية وتطرق الأسيدي في الندوة إلى ماتقوم به الميليشيا الحوثية من محاكمة للصحفيين والتي كان آخرها قرار محكمة اليمليشيا، بإعدام أربعة صحفيين كانوا مختطفين في سجونها منذ أكثر من أربع سنوات، واصفًا تلك المحاكم والأحكام بأنها باطلة وغير قانونية لأنها صادرة من جماعة لا تمثل الدولة ولا تمت للأنظمة والقوانين بأي صلة، مطالبًا المجتمع الدولي بممارسة مزيدًا من الضغط على المليشيا لإطلاق سراح جميع الصحفيين المعتقلين من السجون دون قيد أو شرط.
وجدد الأسيدي رفض النقابة لمحاكمة الصحفيين وإصدار الأحكام التعسفية ضدهم، مؤكدًا أن تنفيذ الأحكام القضائية بحق الصحفيين المعتقلين في سجون الميليشيا الحوثية يشكل تهديدا خطير للقوانين الإنسانية اليمنية والدولية، كونها تعد جرائم قتل خارج القانون، مشيرًا إلى أن تلك الأحكام هي مجرد لعبة لعدم كفاية الأدلة كون بعض الزملاء تم اختطافهم من الشوارع ولم تثبت ضدهم أي أدلة للإدانة.
كما دعا الأسيدي الصحفيين إلى حماية أنفسهم وعدم الانجرار إلى مربع العنف اللفظي والإعلامي حتى لايكونوا أهدفًا مباشرة للميليشيات. أهداف مباشرة للحوثي من جهتها، قالت مدربة السلامة المهنية للصحفيين ميادة سلام، إن اليمن أصبحت أكثر خطورة على الصحفيين وبات الصحفي هدفًا رئيسيًا لتلك الميليشيا، خاصة بعد التحريض الممنهج، الذي أطلقه سيد الكهف- الحوثي- بشكل مباشر ضد الصحفيين واتهامه لحاملي الأقلام بأشد خطورة على حاملي الأسلحة، مؤكدة أن الميليشيا الحوثية وبعد ذلك التحريض كثفت هجومها بشكل مفرط ضد الصحفيين والمؤسسات الإعلامية وشنت عمليات واسعة لملاحقة الصحفيين واختطافهم من الشوارع وتحويل البعض منهم إلى دروع بشرية. واستعرضت سلام، ما تعرض له الصحفيون عبد الله قابل ويوسف العيزري، مراسلي قناتي يمن شباب، وسهيل، من عملية اختطاف ووضعهم في معتقل تابع لموقع عسكري في منطقة هران بمحافظة ذمار، بالإضافة إلى حالات التعذيب التي تعرض لها الصحفيين في سجون الميليشيا، والتي أثرت بشكل كبير على الصحفيين وعلى صحتهم وعلى عوائلهم نتيجة معاناتهم من التعذيب. اقرأ أيضا: ناجية من سجون الحوثي.. استهدافه لنا في تعز لن يمنعنا من مقاومته أو يخمد ثورتنا تنكيل بالصحفيين وأسرهم وتطرقت الناشطة الحقوقية بشرى الجبيحي، إلى الاحتجاز التعسفي والاعتداءات على حرية التعبير من قبل الميليشيا الحوثية، وما تقوم به من ملاحقة للصحفيين واقتحام وتفتيش منازلهم ومقرات أعمالهم والعبث بمحتوياتها، مستعرضة عمليات الاعتقال التي نفذتها الميليشيا ضد والدها الصحفي الكبير يحيى عبد الرقيب الجبيحي، وشقيقها الصحفي حمزة الجبيحي، المغيب في سجون الميليشيا منذ مايقارب خمسة أعوام دون أي تهمة تذكر، مشيرة إلى حكم الإعدام الصادر بحق والدها، الذي أصدرته المحكمة الجزائية بصنعاء قبل أن تطلق سراحه بعد معاناته مع المرض وما تسبب ذلك الحكم من عامل نفسي لجميع أفراد الأسرة. ولفتت إلى عدم ثبوت أي تهم أو أدلة تجاه شقيقها، وإلى تعمد المحكمة بين الحين والآخر، لاستخدام أساليب ومراوغات وألاعيب حيث تقوم المحكمة بتحويل ملف القضية إلى النيابة الجزائية، رغم عدم ثبوت أي أدلة، مطالبة المجتمع الدولي بالإفراج عن شقيقها، وعن جميع الصحفيين المعتقلين في سجون المليشيا الحوثية، ومثمنة في ذات الصدد الجهود التي تبذلها نقابة الصحفيين اليمنيين في متابعة أوضاع الصحفيين المعتقلين والمطالبة بإطلاق سراحهم. قصة من أرض الواقع كما استعرض الصحفي عبد الله المنيفي، المعتقل سابقًا لدى الميليشيا الحوثية، قصة اختطافه من قبل الميليشيا الحوثية من أحد الشوارع في مدينة ذمار، واعتقاله لمدة عامين وشهر دون أن تعلم أسرته شيئًا عنه، مشيرًا إلى مختلف أشكال الانتهاكات والتعذيب التي تعرض لها من قبل الميليشيا في السجن وتهديده باختطاف أولاده وتحويله إلى المعتقلات التابعة للمواقع العسكرية ليكون هدف مباشر للقصف الجوي. وفي ختام الندوة، عرضت ليلى سرار، رئيس الائتلاف، التوصيات الختامية التي خلصت إليها الندوة بسرعة التحرك الدولي والضغط على الميليشيا الحوثية لإطلاق الصحفيين المختطفين وإيقاف حكم الإعدام بحق أربعة من الزملاء الصحفيين وإيقاف عملية الانتهاكات المستمرة ضد الصحافة والصحفيين، وعلى ضرورة إطلاق حملة للمطالبة بإطلاق سراح الصحفيين المختطفين في سجون مليشيا الحوثي والدعوة للكف عن ملاحقة الصحفيين بالتزامن مع الخشية من تفشي فيروس كورونا. استباحة وتحريض وشدد المشاركون في ختام الندوة على تبني الدعوة لإصدار قائمة سوداء تضم أسماء منتهكي الصحافة وحقوق الصحفيين، سواء أكانوا أفرادًا أو جهات وعلى رأسهم عبد الملك الحوثي، الذي حرض بوضوح لاستهداف الإعلاميين واصفا إياهم بأنهم أشد خطرا من المرتزقة واصفا إياهم بالطابور الخامس في استباحة صريحة لدمائهم وجميع حقوقهم.