سلط كمال رشدي، الباحث في المساجد التاريخية، الضوء على مسجد قجماس الإسحاقى. وقال كمال رشدي لصدى البلد، إن المسجد بنى على الطراز المملوكى وتم إنشاؤه عام 885 هجرية وتم الانتهاء منه عام 886 هجرية وقد قام بإنشائه الأمير سيف الدين قجماس الإسحاقى ، ومن عظمة وجمال المسجد تم وضع صورته على العملة الورقية المصرية فئة الخمسين جنيها وهى ما زالت موجودة عليها حتى يومنا هذا. وأشار إلى أن للمسجد اسم آخر وللاسف هو الأشهر على الإطلاق وهو اسم مسجد "أبو حريبة". وتابع: عندما أنشأ الأمير سيف الدين قجماس الإسحاقى المسجد قام ببناء قبر له بداخل المسجد وشاءت الأقدار ومات قجماس بعد إتمام المسجد بسبع سنوات بالشام عندما كان نائبا للسلطان ودفن هناك، منوها أن هذا المشهد يذكرنا بقوله تعالى ( وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ) فهو اختار مصر والله اختار له الشام. وأشار إلى أن القبر ظل فارغا لا يوجد به أحد لمدة ( 382 عام ) حتى جاء الشيخ أحمد الشنتناوى الشهير بأبو حريبة، وهو من مواليد المنوفية والذى كان إماما للمسجد فى العصر الحديث عصر محمد على باشا والذى توفى عام 892 هجرية فقام الأهالى بدفنه فى قبر المسجد قبر الأمير قجماس الإسحاقى ومن وقتها اصبح المسجد يعرف بمسجد أبو حريبة. ويعد المسجد أحد المساجد الهامة التى أنشئت فى عصر السلطان قايتباى وتنحصر أهميته فى دقه الصناعات المختلفة الموجودة به فأعمال النجارة الدقيقه وكذلك أعمال الرخام وتناسق ألوانه وأعمال الحجر ودقة الحفر فيه. ونجد أيضا الأسقف الخشبية الجميلة وبراعة نقشها وتذهيبها جميعا ناطقة بما وصلت إليه هذه الصناعات من مكانة رفيعة فى هذه الحقبة من الزمن. والمسجد تم بنائه مرتفعا عن مستوى الطريق كما أنشأ بأسفله محلات للاستفادة من دخلها للإنفاق على المسجد ومشتقاته وله عدة سلالم من الرخام الأبيض الخالص حتى تصعد إلى الباب الرئيسى وخلفه مباشرة الدركاه ثم إلى صحن المسجد الذى ملئ بالرخام الملون . ونلاحظ أيضا وجود طراز مدون عليه آيات من الذكر الحكيم ومدون عليها أيضا تاريخ الانتهاء من تشييد المسجد وهو عام 886 هجريه . أما عن باب المسجد فهو مصنوع من أجود أنواع الخشب المطعم بالنحاس المزخرف بالأشكال الهندسية. أما عن المئذنة فهى مكونة من ثلاث طبقات الطبقة الأولى مثمنة الشكل والطبقة الثانية اسطوانية الشكل أما الثالثة فهى مكونة من أعمدة رخامية تحمل الخوذة. كما يوجد بالمسجد مدرسة لتعليم المذاهب الأربعة وسبيل ويعلو السبيل كتاب لتحفيظ القرآن الكريم.