قال محمود عزب، مستشار شيخ الأزهر للحوار، إن الأزهر ينتظر مواقف بابا الفاتيكان الجديد إزاء عدد من القضايا التي كانت محل خلاف مع خلفه، ليقرر ما إن كان سيعيد الحوار مع الفاتيكان مجدا أم لا. وأضاف عزب لمراسل "الأناضول" في تصريحات خاصة اليوم الخميس، تعليقا على انتخاب الأرجنتيني، خورخي ماريو برجوليو، بابا للفاتيكان (مرجعية الكاثوليك في العالم)، إن الأزهر "علق الحوار مع البابا السابق (بندكتيوس السادس عشر) نتيجة مواقف الفاتيكان التي أغضبت الإسلام والمسلمين، واتهمت الإسلام باتهامات باطلة، كما أن تصريحات بابا الفاتيكان السابق حول حادثة كنيسة القديسين في مصر (مطلع 2011) ممزقة للنسيج الوطني". وأوضح مستشار شيخ الأزهر للحوار مع الأديان أن الأزهر يضع 4 مبادئ تحدد موقفه من البابا الجديد، وهي: "أن يبدي البابا استعداده في إقامة حوار قائم على الاحترام المتبادل، ويعلن مواقف عادلة مع الفلسطينيين ضد غطرسة الإسرائيليين، ويعترف بدولة فلسطين، ولا يفرق بين شعوبنا". وأوضح عزب قائلا :" نحن لا نرفض أي حوار عادل ومتكافئ، ونتمنى مع بابا الفاتيكان عندما تنشأ أرضية صالحة أن يستمر الحوار"، مشيرا إلى أن شيخ الأزهر، أحمد الطيب، سيصدر بيانا بهذا الشأن يوم الأحد المقبل. وأوضح أن ما نشر عن حديث لرئيس المؤتمر اليهودي العالمي، رونالد لودر، قال فيه إنه ينتظر من البابا الجديد، الذي اختار اسم فرانسيس الأول، أن يكون ضد "معاداة السامية"، في إشارة لليهود، قال عزب إن هذا الكلام "لا يمثل عاملا مؤثرا في الحديث عن عودة العلاقات مع بابا الفاتيكان.. الصهاينة يقولون ما يشاءون، وننتظر من بابا الفاتيكان أن تكون أحاديثه عادلة". وسبق أن قال الأزهر في بيان رسمي عقب إعلان بنديكت السادس عشر استقالته في ديسمبر/كانون الأول الماضي إنه "في ظل الظروف والتغيُّرات الجديدة في دولة الفاتيكان يأمل الأزهر الشريف في علاقات وديّة يسودها الاحترام والتقدير المتبادل بين الطرفين". وقرر الأزهر (أكبر مؤسسة وأعلى سلطة دينية للمذهب السني في العالم) في 2011 تجميد الحوار مع الفاتيكان إلى أجل غير مسمى، بسبب ما اعتبره "تهجّم البابا بندكتيوس السادس عشر المتكرر على الإسلام". وساءت العلاقات بين الجانبين عندما ألقى البابا كلمة في جامعة ريجينسبرج في ألمانيا عام 2006 ربط فيها بين انتشار الإسلام واستخدام العنف، بحسب ما فسره الأزهر وقتها، وأثارت مظاهرات احتجاجية واسعة في العالم الإسلامي. وفي يناير 2011 دعا البابا إلى حماية الطوائف المسيحية في العالم العربي بعد تفجير استهدف مسيحيين أمام كنيسة القديسين المصرية خلال احتفالاتهم بعيد الميلاد؛ وهو ما اعتبره الأزهر تدخلا في الشأن الداخلي، ونظرة غير متساوية للمسلمين والمسيحيين، وأعلن تجميد العلاقات مع الفاتيكان.