منذ سنوات ليست ببعيدة كنا نرى التنافس في المباريات بين جماهير الأندية تتسم بالسخرية "المسموحة" والقفشات المصرية ونرى الابتسامة على وجه الخاسر قبل الفائز وكنا نرى الحزن فقط في عيون الجميع عند هزيمة أو تعادل لمنتخب مصر دون غيره.. لكن مع دخول تنظيمات المشجعين والروابط "الأولتراس" إلى مدرجات الملاعب وابتعدها عن الاختلاط بباقى المشجعين بتخصيص مدرج بعينه لتلك التنظيمات التي بدأت تنمى الانتماء للأندية قبل المنتخبات المصرية أصبح الانتماء للنادي أهم عند الكثير من أعضائها عن الانتماء للمنتخب المصر . الأولتراس هي مجموعة من المشجعين لها مبادئ وأفكار وقواعد ملزمة لكل أعضائه وهى مجموعة متماسكة مطيعه لقائدها "الكابو" ترتدي زياً موحداً وتجلس في مكان واحد مع بعضها البعض بالمدرجات من أهم قواعدها هي حب وعشق للنادى الذي تشجعه لدرجة التعصب. تلك المقدمة التي بدأت بها سطوري ما هي إلى للتفرقة بين المشجع العادي الذي يعتبر كرة القدم مجرد ترفيه فيه المكسب والخسارة وبين مشجعي "الأولتراس" الذين يعتبرون الهزيمة ما هي إلا مذلة أو مهانة لهم نظراً لما ينتظرهم من "أولتراس" النادي المنافس. بعد وقت طويل من قتل الانتماء تبناه النظام السابق وفقد لهوية شبابنا من خلال تشتيت أهدافهم نجح بالفعل النظام السابق في خلق جيل من الشباب لديه انتماء لكيان داخل الدولة وليس للدولة له مبادئ وقواعد من يخرج عنها يصبح عدو "الاولتراس" تحول من تشجيع الكرة وفكر كروي تشجيعي إلى فكر لجيل كامل وأصبح التعصب هو سمة هذا الجيل الذي له أفكاره ومبادئه وكما قلت من قبل من يخالف هذا الفكر أو تلك المبادئ يتحول إلى منافس مكروه. لا ولن انكر فضل الأولتراس في بداية الثورة وتحمل شبابه مسئولية القاع عنها على أرض الواقع لكنني وأشدد أن الأولتراس لو اختار السياسة فليكن بعيداً عن التعصب. انتقل فكر "الأولتراس" من أعضائه إلى باقي أفراد الشعب الممارسين للحياة السياسية و"ليس كل أفراد الشعب" وأصبح الفكر السياسي به تعصب وانتماء لأشخاص وأحزاب وأصبح الجميع متمسك بوجهة نظره أو أفكاره ولكل شخصية سياسية لها "أولتراس" فشاهدنا "أولتراس صباحي" و"أولتراس أبوالفتوح" و"أولتراس شفيق" و"أولتراس مرسى" والعديد من روابط "الأولتراس" التي زرع فيها أن الانتماء الأول والأخير هو للأشخاص. وبعد انتخابات الرئاسة والالتجاء إلى صندوق الديمقراطية "الانتخابات سابقا" من الطبيعي أن يخرج فائز واحد فقط فخرج باقي "اولتراس" المنافسين بمقولة شهيرة جدا بأن من نجح هو رئيس من اختاره ولا يمثلهم كأنها مباراة فكرة القدم فاز بها فريق على حساب الأخر بضربة جزاء مشكوك في صحتها. الفكر الكروي والتعصب والانتماء للأشخاص هو السمة الآن في ساحة السياسة المصرية وأصبحت السياسة واتجاهاتها هي الأهم الآن من الاقتصاد المصري الذي لو نطق لسانه لقال "ارحمونا يرحمكم الله". نسى الجميع أن الأشخاص فانيون وان الكيان الأكبر الذي يحمى الكيانات الأصغر هو مصر.. الكل يتبنى أفكاره على أنها هي التي ستبنى مصر وارى أفكار أخرى فهي لا تصلح ووجدنا السخرية الغير مسموح بها أخلاقياً هي سمة البرامج وعناوين بعض المواقع الالكترونية ونسى بعض دعاة الدين دورهم الديني وخلطوه بالسياسي للرد فقط على السخرية الغير مسوحه من بعض الإعلاميين مع أنهم بالأصل في منأى من الرد لكونهم ادري وأوعى بأمور سنة النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام الذي كان يمتنع عن رد الأذى بأذى. نداء إلى كل السياسيين المحترمين انسوا انتماءكم ووجهوا مشجعيكم وأفكاركم نحو بناء مصر اقتصاديا لأن خلافتكم الآن سيخرج منها فائز لكنه سيفوز بدولة منهارة شعبها فقير جائع أول من سيأكله هذا الشعب هو الفائز نفسه.. انشرو افكاراً اقتصادية وتبنوا اهدافاً اجتماعية وساعدوا الفقراء فكل واحد منكم يستطيع أن يقدم الكثير لفقراء مصر والشعب المصري ليس بغبيا الآن وأصبح يفرق بين من يبحث عن منصب ومن يبحث عن مساعدتهم فمصر لن تتذكر الا من سيدفعها إلى الأمام. المزيد من أعمدة عبد الله العربي