قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف في بيان له بإذن الله تعالى إن كان في العمر بقية سأصلي الجمعة اليوم ظهرًا في منزلي التزامًا بتعليمات الوزارة تحقيقا للمصلحة الدينية والوطنية وأدعو الجميع للالتزام بذلك ، و أضاف جمعة يمكن للمكلفين بمتابعة غلق المساجد أثناء الجمعة أن يصلوا الظهر فور انتهاء المهمة المكلفين بها ، على ألا يتم فتح المسجد للصلاة في الظرف الراهن تحت أية حال . حفظ الله مصر وأهلها من كل سوء ومكروه . وأكد وزير الأوقاف بأنه : شتان بين من يعبد الله وفق مراد الله وبين من يعبد الله وفق هواه هو , فمن كانت نيته لله ورسوله كان وقَّافًا عند حدود الله (عز وجل) وإن خالف ذلك نفسه وهواه , فحيث يكون الحكم الشرعي يكون الوقوف عنده والنزول عليه , فقد روى الشيخان : الإمام البخاري في صحيحه والإمام مسلم في صحيحه واللفظ له عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا) : " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) خَرَجَ عَامَ الْفَتْحِ إِلَى مَكَّةَ فِي رَمَضَانَ فَصَامَ حَتَّى بَلَغَ كُرَاعَ الْغَمِيمِ - وهو موضع بين مكة والمدينة- فَقِيلَ لَهُ : إِنَّ النَّاسَ قَدْ شَقَّ عَلَيْهِمْ الصِّيَامُ ، وَإِنَّمَا يَنْظُرُونَ فِيمَا فَعَلْتَ . فَدَعَا بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَرَفَعَهُ حَتَّى نَظَرَ النَّاسُ إِلَيْهِ ، ثُمَّ شَرِبَ . فَقِيلَ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ : إِنَّ بَعْضَ النَّاسِ قَدْ صَامَ . فَقَالَ : أُولَئِكَ الْعُصَاةُ ، أُولَئِكَ الْعُصَاةُ ". فالمؤمن من يعبد الله وفق مراد الله , وحيث يكون شرع الله , سواء اقتضت المصلحة أن يصلي في المسجد أم اقتضت الضرورة أن يصلي في بيته , يأخذ بالرخصة حيث يتطلب الأمر الأخذ بها , ويأخذ بالعزيمة حيث يكون المقام لها , أما من يأخذ بالرخصة حيث يتطلب الأمر العزيمة , أو يأخذ بالعزيمة حيث يتطلب الأمر الرخصة , فمفتقد لترتيب الأولويات , وربما أوقعه هواه في الإثم والمعصية على نحو ما وصف سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من أصروا على صيامهم حيث يتطلب الأمر الأخذ برخصة الإفطار فقال (صلى الله عليه وسلم) : " أُولَئِكَ الْعُصَاةُ أُولَئِكَ الْعُصَاةُ" ، ذلك أن الرخصة قد تتحول في بعض الأوقات إلى عزيمة يتعين الأخذ بها ، ومن ذلك ما نحن فيه من التعليق المؤقت للجمع والجماعات للحفاظ على النفس البشرية ، التي أباح الفقهاء بالإجماع للمضطر أن يأكل من الميتة المحرمة شرعًا ما يحفظ له قوامها ، كما تجاوز الشارع الحنيف عن مَن نطق بالكفر مكرهًا حفاظًا على نفسه من الهلاك طالما كان قلبه مطمئنًا بالإيمان . ونؤكد أن أي محاولة لفتح المساجد عنوة أو خلسة بالمخالفة لتعليمات تعليق الجمع والجماعات بها افتئات على الشرع ، فقد أكدنا وأكدت دار الإفتاء المصرية أن الإقدام على ذلك إثم ومعصية ، كما أنه افتئات على القانون ، نتعامل معه بمنتهى الحسم . وتؤكد على جميع المديريات والإدارات و رؤساء الأقسام والمفتشين ومفتشي العموم وكل المكلفين بالمتابعة متابعة موضوع غلق المساجد في جميع الجمع والجماعات غلقا تاما ، مع تأكيدنا أن قضية الأخذ بجميع الإجراءات الوقائية واجب شرعي ووطني وإنساني في مواجهة فيروس خطير يتطور وينتشر عالميا بصورة تشكل خطرا حقيقيا داهما على النفس البشرية .