بمجرد أن اعترفت إيران بضلوعها في إسقاط الطائرة الأوكرانية في طهران، نتيجة خطأ بشري، انطلقت مظاهرات في العاصمة طهران، تطالب برحيل المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، نتيجة هذا الاعتراف. وسقطت الطائرة الأوكرانية في طهران في الوقت الذي أطلقت فيه إيران صواريخ تجاه قاعدة عين الأسد العراقية، ردا على مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني بغارة جوية أمريكية فجر الجمعة 3 يناير 2020. وأسفر الإطلاق الخاطئ لصواريخ الحرس الثوري الإيراني عن سقوط الطائرة الأوكرانية ومقتل 176 شخصا بريئا، حسب ما صرح الرئيس الإيراني حسن روحاني، مؤكدا أن إيران ستواصل التحقيق في " الخطأ الذي لا يغتفر". الاعتراف الإيراني لم يمر مرور الكرام على الشارع الإيراني، الذي طالب في مظاهرات حاشدة باستقالة المرشد الأعلى على خامنئي. فما صلاحيات المرشد الأعلى الإيراني؟ أعطى الدستور الإيراني صلاحيات واسعة للمرشد الأعلى بصفته النائب عن المهدي، حسب ما تنص عليه المادة الخامسة من الدستور " في زمن غيبة الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) تكون ولاية الأمر وإمامة الأمة في جمهورية إيران، الإسلامية بيد الفقيه العادل، المتقي، البصير بأمور العصر؛ الشجاع القادر على الإدارة والتدبير". طريقة اختيار المرشد الأعلى الإيراني ويختار المرشد الأعلى الإيراني من قبل " الخبراء" الذين تم انتخابهم من الشعب، وذلك حسبما نصت عليه المادة (107) من الدستور الإيراني، والتي حددت طريقة الاختيار على النحو التالي " بعد وفاة مرجع التقليد المعظم والقائد الكبير للثورة الإسلامية العالمية ومؤسس جمهورية إيران الإسلاميةسماحة آية الله العظمى الإمام الخميني (...) توكل مهمة تعيين القائد إلى الخبراء المنتخبين من الشعب، ويتدارس هؤلاء الخبراء، ويتشاورون بشأن كل الفقهاء جامعي الشرائط المذكورين في المادتين 5 و109 . ومتى ما شخصوا فردًا منهم، باعتباره الأعلم بالأحكام والموضوعات الفقهية أو المسائل السياسية والاجتماعية، أو يحظى بشعبية عامة أو بتميز بارز في إحدى الصفات المذكورة في المادة 109 ،ينتخبوه للقيادة، وفي حال عدم وجود هذه الصفات المتفوقة، ينتخبون واحدًا منهم ويعلنونه قائدًا...). الشروط الواجب توافرها في المرشد الأعلى الإيراني وحددت المادة 109 الشروط الواجب توافرها في المرشد الإيراني وهو أن يتمتع "بالكفاءة العلمية اللازمة للإفتاء في مختلف أبواب الفقه، وكذلك الرؤية السياسية الصحيحة، والتدبير والشجاعة والقدرة على القيادة". صلاحيات المرشد في الدستور أما المادة (110) فقد أعطت المرشد الأعلى وظائف وصلاحيات واسعة، منها عزل رئيس الجمهورية، رسم السياسة العامة لنظام الجمهورية الإيرانية، القيادة العامة للقوات المسلحة، إعلان الحرب والسلام والنفير العام، تنصيب وعزل القيادات العليا للقوات المسلحة، القائد لقوات الحرس الثوري الإيراني، وإصدار العفو أو تخفيف العقوبة عن المحكوم عليهم. متى يتم عزله؟ ويعزل المرشد الأعلى من منصبه في حال فقدانه الشروط المذكورة في المادة (109) والمتعلقة بالكفاءة، وكذلك الشروط المذكور في المادة (5) من الدستور والمتعلقة بالشجاعة والعدالة لا والقدرة على القيادة، أو أصبح لا يتمتع بها من الأساس.