قال الشيخ الدكتور بندر بليلة، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن في وصايا القرآن الحكيمِ ذكرى لأولي الألباب، وهي نورٌ من نورِ اللهِ، يهدي به من يشاءُ من عباده. وأوضح «بليلة» خلال خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام بمكة المكرمة، أن في طيِّها من أسرار القرآن وعجائبه ما لا يُحاطُ به، ولا يُوقَفُ على غَورِه، ولا غَرْوَ، فهو كلامُ الحكيمِ العليم، مبينًا أن خيرُ الوَصايا ما خرج من مشكاة الحكمة، وأُلْبِسَ لبوسَ العطف والرَّحمة. وأضاف:" وذلك بيِّنٌ كل البيان فيما حكاهُ سبحانه عن عبده لُقمانِ، العبدِ الصَّالح الذي فجَّر الله في قلبه ينابيع الحكمة، فجرى بها لسانُه عذبًا نميرًا، وسارَتْ حكمتُه في النَّاسَ مَثَلا منوهًا بأن أعظمُ الحقوق لله سبحانه وأوَّلُها وأولاها على عبيده حقُّ التَّوحيدِ، الخالصِ من الشِّركِ. أضاف أنه لا غَناءَ للعبد إلا به، وإلا فهو كمن تخطَفُه الطَّيرُ أو تهوى به الرِّيحُ في مكانٍ سحيق ، كماعظَّم أمرَ الشِّرك وجعله ظلمًا عظيمًا؛ لأنَّه تسويةٌ بين الخالق والمخلوق، وبين من له الأمر كلُّه، ومن ليس له من الأمر شيءٌ، فكيف يذِلُّ المخلوقُ لمخلوقٍ مثلِه لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًّا، ولا موتًا ولا حياةً ولا نشورًا .