«كفر الدوار» كلمة السر.. حظر ارتداء النقاب في مصر مطلب أزهرية أمام البرلمان

فجرت قضية تعيين فنانة تشكيلية منتقبة مديرا لقصر ثقافة كفر الدوار عاصفة جديدة من الجدل حول ارتداء النقاب، ما بين السماح به في الأماكن العامة والمؤسسات الحكومية كما هو الحال الآن، أو حظره على غرار بعض الدول التي عمدت لاتخاذ هذا القرار.
وعلى الرغم من تعقيب الدكتور أحمد عواض، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، بقوله: «إن تعيين سيدة منتقبة مديرًا لقصر ثقافة كفر الدوار "ليس صحيحًا"، ولكنها كانت تقوم بتسيير أعمال مدير قصر ثقافة كفر الدوار بصفة مؤقتة لحين اختيار مدير جديد»، لكن القضية لاقت جدلا واسعا على مواقع التواصل الإجتماعي لتصل الى البرلمان.
نائبة أزهرية تطالب بحظره
الدكتورة آمنة نصير، أستاذ فلسفة العقيدة بجامعة الأزهر وعضو مجلس النواب، طلبت من البرلمان بشكل صريح استصدار قانون بحظر ارتداء النقاب، سواء في الأماكن العامة أو في الوظائف، مشيرةً إلى أنه عادة ليس من الإسلام، ولم ينص عليها القرآن الكريم مطلقًا، وأي حديث عن فرضية النقاب، فهو منافِ للتعاليم الإسلامية.
أصل النقاب وتاريخه
قالت النائبة آمنة نصير، في تصريحات خاصة ل "صدى البلد"،: إن «النقاب كان من عادات هذه القبائل واستمر بعدها،وأن القرآن فرض على الجميع غض البصر من قِبل الرجل والمرأة» مشيرة: «لماذا أغطي وجهي وأنا مأمورة بالنص القرآني بغض البصر، فهذا يعتبر تضاربًا وفقًا لما ذكرته».
دليل آمنة نصير من القرآن
أضافت آمنة نصير: إلى جانب الآية التي تقول: «وليضربن بخمرهن على جيوبهن»، وجيبوهن تعني منطقة الصدر، التي كانت ظهرهن نساء العرب قديما، ولو أن الله أراد فرض النقاب لقال ولذكر الوجه صراحة في الآية.
واستشهدت أستاذ فلسفة الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، بقول الله تعالى في القرآن: «وقل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ منها».
مطالبات سابقة
أعلنت النائبة غادة عجمي، في وقت سابق عن تقدمها بمشروع قانون منع ارتداء النقاب في الأماكن العامة، مبررة ذلك، بأن حجم الجريمة زاد باستخدامه من قبل الجماعات الإرهابية، غير أن أيام قليلة كانت كافية لتراجعها عن مشروع القانون، بعد هجوم عارم شنه المواطنون عليها.
ودعمت رؤية آمنة نصير مطالبات عجمي السابقة حيث تحدثت عضو مجلس النواب عن خطورة النقاب في استخدامه من قبل بعض العناصر الإرهابية، واستهداف مؤسسات الدولة والمواطنين بالتخفي وراءه، وهذا دافع ومبرر قوي في حد ذاته، لحظر ارتداء النقاب.
حكم ارتداء النقاب - دار الإفتاء تجيب
أجاب الشيخ أحمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء خلال فيديو عبر الصفحة الرسمية للدار، أن الرسول عليه الصلاة والسلام وصف الحجاب الواجب على المرأة المسلمة الالتزام به فقال: "يا أسماء إذا بلغت المرأة المحيض فإنه لا يجوز أن يُرى منها إلا هذا وهذان، وأشار للوجه والكفين".
وأضاف أن معنى ما قاله الرسول عليه الصلاة والسلام، أن النقاب الذي يغطي الوجه ليس بواجب وليس من الحجاب، وأنه من العادات الاجتماعية والأعراف لدى بعض الشعوب والمجتمعات، وليس معنى ذلك فرضيته ووجوبه.
حديث شيخ الأزهر عن النقاب
في تصريحات تلفزيونية له عام 2017 ومن خلال برنامج الإمام الطيب، تحدث فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد طيب عن النقاب قائلا إنه ليس فرضا ولا سنة ولا مندوبا في الدين، وقال إنه ليس مكروها أيضا ولا مستحبا ولا ممنوعا.
وفصل شيخ الأزهر القول فيه كاشفا "النقاب أمر مباح.. ليس مطلوب، وإن من فعله ليس له ثواب ومن لم يفعله ليس عليه سيئة.. وقال إن للمرأة أن تلبسه وللمرأة أن تخلعه بحسب ظروفها".