المصائب لا تأتى فرادى، وكانت هيئة السكة العديد هى بطل المشهد أمس، الاثنين، بواقعتين أثارتا جدلا واسعا، ما بين إجبار كمسارى بقطار إسكندرية أسوان لشابين على النزول من القطار وهو مسرع لعدم قدرتهما على دفع ثمن التذكرة، إلى مشهد عبثى بمنطقة شبين القناطر عند تحرك قطار من المحطة بدون سائق، مما تسبب في حالة من الرعب والهلع بين المواطنين الركاب. القتل العمد فى البداية، قررت النيابة العامة بالغربية حبس كمسارى قطار 934 الإسكندرية – الأقصر 4 أيام في واقعة إجبار شابين على القفز من القطار أثناء سيره لعدم دفعهما ثمن التذاكر، ووجهت النيابة العامة للكمسرى المتهم تهمة القتل العمد لإجباره شابين على القفز من القطار، مما تسبب في وفاة أحدهما وإصابة الآخر بالقرب من قرية دفرة التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية. وعلى أثر ذلك أكد اللواء أحمد الخشب، عضو لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، أن البرلمان سوف يبدأ التحرك لبحث أسباب واقعة قطار الإسكندرية- الأقصر، الذي شهد إجبار كمساري لراكبين على إلقاء نفسيهما من القطار، لعدم دفع تذكرة الركوب أو الغرامة المقررة، خاصة أنها أودت بحياة أحد الراكبين، وتعرض الآخر لإصابة خطرة، مشيرًا إلى أن مثل هذه الأحداث لن تمر مرور الكرام. ووجه المهندس علاء والى، عضو مجلس النواب، بيانا عاجلا لرئيس مجلس الوزراء، بذات الواقعة واصفا إياها ب"البشعة" التى قام بها كمسارى السكة الحديد، مؤكدا أنه تجرد من مشاعر الإنسانية والرحمة لكى يجبر شابين على الموت وإلقاء نفسيهما من القطار وهو يسير بسرعة نظرًا لعدم وجود ثمن التذكرة معهما، وبعد أن أخبراه أنهما لا يمتلكان ثمن التذكرة قال لهما: "يا تدفعو يا تنطوا من القطار"، وبالفعل قام هذا الكمسارى الذى نزعت من قلبه الرحمة وفتح لهما باب القطار من خلال عامل عربة القطار أثناء سيره لكى يلقيا بنفسيهما من القطار. من جانبه، تقدم النائب خالد أبو طالب، عضو مجلس النواب، ببيان عاجل إلى رئيس البرلمان موجه إلى رئيس الوزراء ووزير النقل، بشأن الواقع التى أثارت الرأى العام بالأمس على مواقع التواصل الاجتماعى، حيث قال إنه لا صوت يعلو على مواقع التواصل الاجتماعي سوى لواقعة وفاة شاب يبلغ من العمر 23 عامًا، بعد إجبار كمساري القطار رقم "934"، "الإسكندرية-أسوان"، لاثنين من الشباب على النزول من القطار أثناء سيره. وأضاف أن حظهما العثر أنهما وقعا مع موظف عديم الإنسانية مختل نفسيًا، لا يراعى اعتبارات وظيفته التي تحتم عليه، حال ركوب شخص مخالف، إنزاله إلى أقرب محطة أو تسليمه إلى الشرطة، مشيرا إلى أن هذه الواقعة بمثابة جرس إنذار، تدفعنا جميعًا أن نسأل أنفسنا عن الأسباب الرئيسية التي أوصلتنا لما نحن عليه الآن، والعمل على معالجتها. وطالب بعقاب قاسٍ ورادع وإجراءات صارمة تجاه كمساري القطار، حتى يكون عبّرة لغيره، ويعي الجميع أن المواطن المصري خط أحمر، ولا يمكن الاستهانة بروحه. قطار بدون سائق أما الواقعة الثانية، فتتمثل فى تقديم محمود بدر، عضو مجلس النواب، بيانا عاجلا لوزير النقل، ورئيس هيئة السكك الحديدية، إثر تحرك قطار في منطقة شبين القناطر دون سائق. وقال النائب: "فوجئ أهالي شبين القناطر وركاب قطار المرج، أمس، الاثنين 28 أكتوبر، بتحرك القطار دون سائق، وهو ما تسبب في حالة من الرعب والهلع بين المواطنين الركاب". وأضاف النائب محمود بدر، أنه حدثت العديد من حالات الإغماء، موضحا أنه كان هناك قطار في الجهة المقابلة وكادت تحدث كارثة. وتابع: "تواصلت مع رئيس هيئة السكة الحديد، وكان رده: هنبقى نشوف الموضوع ده يا باشا، ولم يحرك ساكنا في اتخاذ اللازم". واتهم النائب، الهيئة بإصدار تصريحات مكذوبة بشأن واقعة القطار محمد عيد، وهناك تعامل بمنتهى الاستهتار، مطالبا بتشكيل لجنة للتحقيق في الواقعة، والتحقيق مع رئيس الهيئة بتهمة الاستهتار بحياة المواطنين. بيان السكة الحديد كاذب من جانبه، شن الإعلامي أحمد موسى هجومًا على هيئة السكك الحديدية، وذلك بعد بيانها الذي أصدرته بشأن واقعة مصرع راكب أسفل عجلات القطار وإصابة آخر، بسبب عدم امتلاكهما ثمن التذكرة. وقال أحمد موسى، خلال برنامج "على مسؤوليتي"، المذاع على قناة "صدى البلد"، إن بيان السكة الحديدية الذي أصدرته بشأن تفاصيل الواقعة كاذب ويسيء للهيئة ولوزارة النقل ولجميع الأشخاص الذين يعملون داخل الهيئة، وعلى رأسهم الفريق كامل الوزير، ويجب التوقف أمام هذه الجريمة، مشيرًا إلى أنه من أكثر الداعمين للوزير ولكن "النهارده لازم آخد موقف". وأضاف أحمد موسى أن الراكب لم يمتنع عن دفع الأجرة، ولكن لم يكن معه المبلغ المالي لدفع التذكرة، مؤكدًا: "لو كان معاه ال 70 جنيه والله كان دفعهم ومماتش". وأوضح أحمد موسى أن بيان سكة الحديد ذكر أن الضحيتين امتنعا عن دفع الأجرة، وأثناء تهدئة القطار قام الضحيتان بالنزول من القطار، مما أدى إلى سقوط أحدهما أسفل العجلات وأصيب الآخر، وعقب موسى على ذلك قائلًا: "كأنهم نزلوا من دماغهم، ده بيان كاذب والحقيقة غير كده"، مؤكدًا أن وزارة النقل ضللت الإعلام ويجب على الهيئة أن تكون شجاعة أكثر من ذلك.