قال الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان، إمام وخطيب المسجد النبوي، إن من حكمة الله وسننه أن حجب الغيب عن خلقه بل وعن أحب عباده إليه فلا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل، فقال الله تعالى: «قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ». وأوضح « البعيجان» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة، أنه تعالى أمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يفوض الأمور إليه وأن يخبر عن نفسه أنه لا يعلم الغيب ولا اطلاع له على شيء من ذلك إلا بما أطلعه الله عليه، فقال: «قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ». وأضاف أنه لا يجتمع في قلب عبد إيمان بالقرآن الكريم وتصديق لهؤلاء الكهنة الدجالين ولهذا قال –صلى الله عليه وسلم-: « من أتى كاهنًا أو عرافًا فصدقه فيما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد»، فتحصنوا بعقيدتكم وتمسكوا بقرآنكم واعلموا أن الله عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدًا. وحذر من الالتجاء إلى الكهنة والسحرة والعرافين والمشعوذين، ومن تسلطهم على الضعفاء وتربصهم بهم واستهزائهم بعقولهم غاية الاستهزاء حتى التجؤوا إليهم في السراء والضراء وصدقوهم في علم الغيب وخبر السماء، مشددًا على ثبوت النهي عن إتيانهم وتصديقهم، فالله سبحانه وتعالى هو المتفرد وحده بعلم الغيب فمن ادعى مشاركة الله في شيء من ذلك فقد جعل لله شريكا وكذب على الله ورسوله. وقال : منح الله الإنسان وسائل يكتسب بها العلم , ووهبه العقل والفهم , وأذن له في التعلم فقال: «اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ »، واختار الله سبحانه الإنسان ليستخلفه في الأرض فوهبه العلم مناط العمل والتشريف, ومنحه العقل مناط الخطاب والتكليف, فقال: «وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ».