يحتفل العالم، اليوم، 30 سبتمبر، باليوم العالمي للترجمة، هذا اليوم قد حدده الاتحاد الدولي للمترجمين قبل 28 عاما، كذكرى معترف بها عالميا لتعزيز الترجمة حول العالم، وتم تحديد هذا اليوم احتفالا بالشخص الأول ذي الفضل الأكبر في ترجمة الكتاب المقدس لأكثر من لغة. «أبو المترجمين» و«قديس المترجمين» كلها أسماء للقديس جيروم الذي يتم الاحتفال سنويا في ذكرى وفاته باليوم العالمي للترجمة تقديرا لجهوده في مجال الترجمة وتخليدا لذكراه، ويرصد «صدى البلد» قصة حياته وإنجازاته. كانت الترجمة في رأيه لا تقتصر على تحويل كلمات من لغة إلى أخرى، بل هي أمانة يحملها المترجم على عاتقه ومنها ضرورة التوضيح الصحيح للكلمات عند ترجمتها دون تحريف، ويعد أول من وضع أمانة هذه المهنة على عاتقيه هو القديس جيروم، الذي ولد عام 340 م، في بلاد تعرف حاليا باسم سلوفينيا. يعد أعظم عمل قام به هو ترجمة الكتاب المقدس والأناجيل من اليونانية والعبرية إلى اللاتينية، حيث سافر جيروم حينها إلى بيت لحم ليترجم ما هو مطلوب منه، وكان حينها سكرتير البابا داماسوس أسقف روما. سافر جيروم خلال رحلته برفقة أربعة راهبات، وقبل البدء في اعمال الترجمة اتخذ على عاتقه عهد بترجمة الكتاب المقدس دون ارتكاب أي خطأ لغوي، حيث ستصبح ترجمته مادة رسمية يعتمد عليها. شرع جيروم في عمله حيث قضى سنوات طويلة في مغارة عاكفا على ترجمة الكتب، وترجم العهد القديم عن العبرية مباشرة، والعهد الجديد عن اليونانية، وتم اعتماد ترجمته من قبل الكنيسة الكاثوليكية واستخدامها على مدى عشر قرون، وتعد هذه أول ترجمة شاملة للكتاب المقدس.