كيفية إمامة المرأة للنساء وأين تقف في الصف؟ قال الدكتور محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية، إنه يجوز للمرأة أن تؤم النساء وتصلي بهن الفريضة والنوافل، ولا تتقدم على الصفوف كالرجال بل تتوسط الصف الأول، وإذا كانت المأمومة واحدة وقفت عن يمين من تؤمها. كيفية إمامة المرأة للنساء واستشهد الجندي ل«صدى البلد»، في إجابته عن سؤال: «ما كيفية إمامة المرأة للنساء؟»، بما روي أن «عائشة وأم سلمة أمّتا نساءً فقامتا وسطهنّ»، قال الإمام النووي حديثا إمامة عائشة وأم سلمة رواهما الشافعي في مسنده، والبيهقي في سننه بإسناد حسن، المجموع للنووي (4/187)، مؤكدًا أن هذا القول الراجح من أقوال أهل العلم في إمامة المرأة للنساء. وأوضح المفكر الإسلامي، أن الحديث السابق حجة على أنه إذا صلى النساء جماعة فإن إمامتهن تقف وسطهن، لأن ذلك أستر، والمرأة مطلوب منها الستر بقدر المستطاع. أين تقف المرأة إذا صلت مع زوجها جماعة أفاد الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، بأن المرأة إذا صلت مع زوجها جماعة؛ تقف خلفه، منوهًا أن صلاة الجماعة سنة مؤكدة فى حق الرجال؛ حرص عليها النبي - صلى الله عليه وسلم- على أدائها بل ورغّب صحابته ومن بعده بها لما لها من أجر وفضل عظيم. واستدل «عويضة» فى إجابته عن سؤال: «أين تقف المرأة إذا صلت مع زوجها جماعة؟» بما ورد من أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما صلى في بيت أنس صلاة الضحى جعل أنس عن يمينه وجعل المرأة خلفهم»، وفي اللفظ الآخر: صلى بأنس واليتيم وجعلهما خلفه وجعل المرأة خلفهما وهي جدة أنس. وذكر أمين الفتوى أن من فضائل صلاة الجماعة ما أورده الحسن بن علي الذي أحصى عددًا من الخصال والفوائد التي يجنيها الفرد في صلاة الجماعة فقال: "ينال آية محكمة، وأخًا مستفادًا، وعلمًا مستطرقًا، ورحمة منتظرة، وكلمة تدله على هدى، أو تردعه عن ردى، وترك الذنوب حياءً أو خشيةً". صلاة المرأة بجوار الرجل نبه مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، على أنه ينبغي ألا تصلي المرأة بجوار الرجل إلا في وجود حائل بينهما، فإن صلَّت بجواره دون حائل فالصلاة باطلة عند الأحناف، ومكروهة عند الجمهور. حكم صلاة الرجال بجوار النساء وشدد الأزهر في إجابته عن سؤال: «ما حكم صلاة الرجال بجوار النساء في صلاة العيد؟»، على أنه خروجًا من هذا الخلاف وحرصًا على صحة الصلاة بالإجماع، ومراعاة للآداب العامة التي دلَّت عليها الشريعة، وحثَّت عليها الفطرة، ووافقها العرف فإننا ننصح بالتزام الشرع في ترتيب الصفوف ووقوف كلِّ في مكانه المحدد له شرعًا، ونسأل الله عز وجل أن يتقبل منا ومنكم. وأكد أن ذهاب الرجال والنساء إلى مصلى العيد أمرٌ مستحب شرعًا، لما أخرجه البخاري ومسلم عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قَالَتْ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُخْرِجَهُنَّ فِي الْفِطْرِ وَالأَضْحَى الْعَوَاتِقَ وَالْحُيَّضَ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ، فَأَمَّا الْحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلاةَ وَيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِحْدَانَا لا يَكُونُ لَهَا جِلْبَابٌ. قَالَ: «لِتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا». ولفت إلى أن حرص الرجال والنساء والأطفال على الخروج لصلاة العيد أمر محمود لما فيه من اجتماعٍ على الخير، وإظهارٍ للفرح بتمام عبادة الله عز وجل. أين تقف صفوف النساء في المسجد وتابع: إذا أقيمت صلاة العيد فينبغي الفصل بين الرجال والنساء، فيصلي الرجال في الصفوف الأولى ثم الصبيان ثم النساء، فلا تقف المرأة عن يمين الرجل ولا عن شماله في الصلاة اتباعًا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن أَبُي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ قال: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ بِصَلَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «فَأَقَامَ الصَّلَاةَ، وَصَفَّ الرِّجَالَ وَصَفَّ خَلْفَهُمُ الْغِلْمَانَ، ثُمَّ صَلَّى بِهِمْ فَذَكَرَ صَلَاتَهُ»، ثُمَّ قَالَ: «هَكَذَا صَلَاةُ - قَالَ عَبْدُ الْأَعْلَى: لَا أَحْسَبُهُ إِلَّا قَالَ: صَلَاةُ أُمَّتِي -». أخرجه أبو داود. واستند إلى ما روي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ جَدَّتَهُ مُلَيْكَةَ دَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِطَعَامٍ صَنَعَتْهُ لَهُ، فَأَكَلَ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ: «قُومُوا فَلِأُصَلِّ لَكُمْ» قَالَ أَنَسٌ: فَقُمْتُ إِلَى حَصِيرٍ لَنَا، قَدِ اسْوَدَّ مِنْ طُولِ مَا لُبِسَ، فَنَضَحْتُهُ بِمَاءٍ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَصَفَفْتُ وَاليَتِيمَ وَرَاءَهُ، وَالعَجُوزُ مِنْ وَرَائِنَا، فَصَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفَ. أخرجه البخاري. وألمح إلى أنه من محاسن الشريعة الإسلامية أنها تصون المجتمع، وتسد أبواب الفتنة، وتقمع داعي الهوى، وتحافظ على الرجال والنساء معًا، وتمنع كُلَّ ما من شأنه أن يخدُش الحياءَ أو يتنافى مع الذوقِ العام، كما أن في هذا التنظيم والترتيب تعظيمًا لجناب العبادة، واحترامًا للوقوف بين يدي الله تعالى. وواصل: وقرر رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه المعاني، وربى عليها صحابته وأمته، فعن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَلَّمَ مَكَثَ قَلِيلًا، وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ ذَلِكَ، كَيْمَا يَنْفُذُ النِّسَاءُ قَبْلَ الرِّجَالِ» أخرجه أبو داود، أي لئلا يتزاحم الرجال والنساء على باب المسجد، وفي الطريق الموصل إليه عند خروجهم. وأردف: وورد أنه صلى الله عليه وسلم رأى مرة اختلاط الرجال بالنساء في الطريق عقب خروجهم من المسجد، فلما رآهم صلى الله عليه وسلم أرشد أن يسير الرجال بوسط الطريق، وأن تسير النساء على حافتيه، فعن حمزة بن أبي أسيد الأنصاري، عن أبيه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق، فقال رسول الله للنساء: «اسْتَأْخِرْنَ، فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكُنَّ أَنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ عَلَيْكُنَّ بِحَافَّاتِ الطَّرِيقِ» فَكَانَتِ الْمَرْأَةُ تَلْتَصِقُ بِالْجِدَارِ حَتَّى إِنَّ ثَوْبَهَا لَيَتَعَلَّقُ بِالْجِدَارِ مِنْ لُصُوقِهَا بِهِ. أخرجه أبو داود، انظري أختي الكريمة إلى مدى التزام هؤلاء المؤمنات أمر رسول الله ، ومبالغتهن في طاعته، رضي الله تعالى عنهن. تخصيص باب بالمسجد لخروج النساء وأفاد: كما رغَّب رسول الله في تخصيص باب بالمسجد لخروج النساء، فعن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله «لَوْ تَرَكْنَا هَذَا الْبَابَ لِلنِّسَاءِ» قَالَ نَافِعٌ: فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ ابْنُ عُمَرَ حَتَّى مَاتَ. أخرجه أبو داود، وانظر أخي الكريم إلى مدى التزام الصحابة لأمر رسول الله، ومبالغتهم في طاعته، رضي الله تعالى عنهم.