كشف تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" الأمريكية عن قيام الولاياتالمتحدة بعرض "رشوة" مالية قبل 4 أيام من فرض عقوبات على ناقلة النفط الإيرانية "إيران دريا" التي يشتبه في حملها النفط إلى سوريا بالمخالفة لعقوبات الاتحاد الأوروبي. قالت الصحيفة إن قبطان السفينة الهندي تلقى رسالة غير عادية من قبل المبعوث الأمريكي الخاص لإيران، بريان هوك. وجاء نص الرسالة التي بعثها إلى أخيليش كومار في 26 أغسطس الماضي كالتالي:"أنا بريان هوك..أنا أعمل لصالح وزير الخارجية مايك بومبيو، وأخدم كممثل للولايات المتحدة في إيران..أكتب إليك أخبارا سارة". وكانت الأخبار السارة عبارة عن أن إدارة ترامب عرضت على كومار عدة ملايين من الدولارات لتقريب السفينة إلى دولة يمكنها احتجاز السفينة نيابة عن الولاياتالمتحدة، ولكي يطمئن كومار إلى أنه لم يتعرض لعملية احتيال، تضمنت الرسالة رقم هاتفي رسمي لوزارة الخارجية الأمريكية. لم يقتصر الأمر على البحار الهندي، حيث أرسل هوك رسائل بريد الكتروني إلى ما يقرب من 10 قباطنة في الأشهر الأخيرة لمحاولة تخويفهم وإفهامهم أن مساعدة إيران على التحايل على العقوبات لها ثمن باهظ. وقال هوك ل"فايننشال تايمز" إن إيران تعرف أن "نجاح حملة الضغط لدينا يعتمد على تطبيق صارم للعقوبات النفطية. لقد انهارت صادرات النفط الإيراني في فترة قصيرة من الزمن. نعمل عن كثب مع المجتمع البحري لتعطيل وردع صادرات النفط غير المشروعة". يمثل عرض كومار جبهة جديدة في حملة "أقصى ضغط" الأمريكية المصممة لتجويع إيران من النقد وإقناع طهران بالذهاب إلى طاولة المفاوضات للتفاوض على صفقة أسمال واوسع من الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع إدارة أوباما والقوى العالمية في عام 2015. وجاء ذلك بعد 11 يومًا من إطلاق سراح الناقلة الإيرانية من قبل جبل طارق، حيث كانت في قلب المواجهة بين إيران والغرب. وأشار هوك إلى أن العرض المالي لقبطان الناقلة الإيرانية جاء في إطار برنامج "مكافآت من أجل العدالة"، وهو برنامج لمكافحة الإرهاب أطلق منذ عام 1984. وأعلنت الخارجية الأمريكية اليوم أنها ستقدم مكافآت تصل إلى 15 مليون دولار للحصول على معلومات تساعد الولاياتالمتحدة على تعطيل الأنشطة الإيرانية غير المشروعة، وتفكيك الشبكة المالية للحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس.