امر النائب العام المستشار نبيل صادق بحبس مدير شبكات الصرف الصحي في الجيزة 4 ايام علي ذمة التحقيقات لاتهامه في مصرع طفل غرقا ببالوعة صرف صحي أمام نادي الطالبية. وكانت قررت النيابة استدعاء كل من رئيس حي العمرانية ومدير ادارة المرافق ومدير ادارة المتابعة ومدير ادارة الطرق ومدير ادارة الانارة بالحي بالاضافة لاستدعاء مدير هيئة الصرف الصحي بمحافظة الجيزة لسماع أقوالهم حول الواقعة وبيان مسئوليتهم حول وفاة الطفل والمتسبب فيها. واستمعت النيابة لأقوال والدي الطفل اللذين اتهما شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالتسبب في مقتل ابنهما وقررت النيابة ندب الطب الشرعي لتشريح جثة الطفل المتوفي لتحديد أسباب الوفاة كما طلبت تحريات الأجهزة الأمنية حول الواقعة وسماع شهادة عدد من شهود العيان والغطاسين من قوات الإنقاذ النهري ممن عثروا علي الطفل داخل البالوعة بعدما جرفته المياه لمكان آخر. تلقي اللواء محمد الشريف مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة إخطارا من غرفة النجدة بسقوط طفل ببالوعة صرف صحي أمام نادي الطالبية الرياضي، انتقلت علي الفور قوات الامن الي مسرح الواقعة وتبين انه أثناء سير طفل علي بعد خطوات من والدته أمام النادي سقط في البالوعة المغطاة بقطعة خشبية وتم الدفع بقوات الإنقاذ النهري برئاسة اللواء هاني سعيد مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة والتي تمكنت من انتشاله بعد فترة من البحث. تم نقل جثة الطفل ياسين البالغ من العمر 6 سنوات إلي المستشفي وحاول الأطباء إنقاذه إلا انه فارق الحياة. وقال عماد رواش والد الطفل "ياسين" الذي لقي مصرعه أول أمس، بعد سقوطه في بالوعة ، كواليس وتفاصيل الحادث المؤلم الذي تحول إلى قضية رأي عام. كشف "عماد" خلال روايته لموقع صدى ، أن ابنه ياسين ذهب إلى نادي الطالبية لتشجيع اخيه خلال مشاركته بإحدى المباريات الرياضية لكونه لاعبا بنادي الشرقية للدخان، وينافس على إحدى البطولات بنادي الطالبية. وأوضح الأب المكلوم أن ياسين خلال سيره مع والدته وأخيه بعد انتهاء المباراة سقط ببالوعة مكشوفة والمتواجدة بجوار النادي الرياضي بمنطقة الهرم، وسط هلع المارة وأمه. وفي هذه الاثناء تلقى "عماد" مكالمة هاتفية من زوجته تفيد بسقوط ابنه في بالوعة وسط صراخ الابن و المتواجدين بموقع الحادث، حيث لم يتوقع ان هذا الامر سيتحول إلى مأساة من العيار الثقيل و ينتهي بوفاة ابنه. وخلال حضور الأب إلى موقع الحادث كان ابن عمه حاول انقاذ ياسين ولكنه لم يتمكن بسبب قوة تيار الصرف، وذلك لتأخر رجال الإنقاذ لمدة تجاوزت الساعة ونصف حيث كانوا يترددون في النزول إلى البالوعة خوفًا من الغرق بداخلها، وذلك حسب رواية والد ياسين. ووفقًا لتعبير الاب عماد ، لم يتمكن رجال الإنقاذ من انتشال ياسين من مياه الصرف لخوفهم من التيار الجارف الذي يحيط بمجرى البالوعة المكشوفة، لتصبح اسرة الطفل ياسين التي هرعت إلى مكان الحادث بكامل أفرادها في حيرة من أمرهم. وبعد ساعتين من الزمن اتجهت الاسرة إلى محطة صرف فيصل المتاخمة لنادي الطالبية، محاولين غلق سدادة المحطة حتى لا ينجرف الطفل إلى مكان آخر ، حيث كان يحدو عماد و زوجته الامل ان يكون طفلهم ياسين على قيد الحياة. في بداية الأمر رفض القائمون على محطة الصرف غلق سدادة المحطة التي تسمى بالمفرمة، على حد تعبير والد الطفل، متحججين بأنه لابد أن يتم ابلاغهم من قبل المسؤول الأعلى حتى يقوم بغلق تلك السدادات، إلا أن أسرة الطفل أصرت على موقفها واحتجت حتى تم غلق السدادات، لتظهر ايدى طفلهما من المياه. دفع المشهد ابن عم " عماد" إلى القفز داخل مياه المحطة لينتشل " ياسين" جثة هامدة، وسط حالة من الصدمة والبكاء العارم، بعد أن رأوا الطفل وهو مفارق للحياة. وفي اليوم التالي تلقى والد الطفل مكالمة من رئيس النيابة يطلبه للإدلاء بشهادته في حادث وفاة ابنه، ليقوم عماد بالذهاب للنيابة بعد ان استلم جثمان ابنه للصلاة عليه ودفنه إلى مثواه الأخير، وذلك وفقًا لرواية والد ياسين. وبعد إدلاء الأب وزوجته وابنه الأكبر بشهادتهم، في وجود رئيس الحي ورئيس الشركة القابضة للمياه داخل النيابة ليتم استجوابهم في قضية الطفل ياسين. وكان الأمر المفاجئ بالنسبة لعماد هو تنصل المسؤولين في النادي من الحادث و إنكار عضويته به والتي قام بتجديدها في نهاية يونيو الماضي، وذلك بعد سؤال أحد الصحفيين احد مسؤولي النادي عن مكان سكن عماد ردوا بأنهم لم يعلموا عنه شيئا وأنه غير عضو بالنادي في محاولة للمراوغة من المسؤولية ، وفقًا لتعبير والد ياسين. بينما كشف "عماد" خلال تصريحه لصدى البلد" أن البالوعة التي سقط فيها ابنه ياسين، لا يتم غلقها نهائيًا حيث تقوم بيارات المياه بإلقاء مياه الصرف فيها بشكل يومي ومستمر لفشل عملية الصرف في بعض المناطق . ويرى والد الطفل ياسين ان رئيس حي و رئيس الشركة القابضة للمياه والصرف الصحي ومسؤولين بالنادي، هم المسؤولون عن وقوع تلك المأساة لابنه الصغير الذي لم يتم عمره الرابع .