قاده حظه ذلك اليوم إلى مصيره المحتوم، وقع اختياره مع مثيله الأخر، وحانت اللحظة التي انتظرها الكثيرون، لم يفلت صاحبه، ولكن هو فر هاربا من المكان حتى قادته خطواته إلى قصر عابدين حيث يقبع جلالة الملك فاروق، ليكتب له عمر جديد في ضيافة جلالته. في ظهيرة يوم الجمعة من شهر أغسطس لعام 1944، استعد صاحب أحد المجازر لذبح جملين يملكهما، وأسن سكاكينه وحسب حسبته للحلم الذي سيبيعه ويجني أموالا مكسبا منه، رفع الجزار سكينته وذبح الأول، وقبل أن يبدأ في الثاني، فر الجمل هاربا مطيحا بما مر امامه. وبقدر ما كان الجمل مذعورا، أفزع المارة بعدما خرج لشوارع السيدة زينب هاربا من المصير الذي حل بصاحبه، وركضت وراءه جموع الناس ولكن قوة الجمل وسرعته لم تمكنهم من إيقافه والتحكم به، بل تسبب في تكدس وازدحام السيارات تعثر الترام في طريقه بسبب الجمل الهارب، حتى وصل أخيرا الجمل إلى مكان لم يتوقع أحد وصوله إليه، وكأنه يستنجد بملك البلاد لينقذه من الجزار وسكينته قبل أن تقرب رقبته.