رغم تسارع وتيرة التكنولوجيا ومظاهر التقدم الحياتية واجتياحها كل أرجاء العالم الإ أن هناك أناسا لا يزالون يعيشون على نمط حياة العصور الوسطى فى عزلة لا يعرفون الكهرباء ولا التكنولوجيا ويحرمون على أنفسهم ركوب السيارات... هكذا هم طائفة الأميش التى تقطن أمريكا الشمالية بولاية بنسلفانيا متمسكين بعاداتهم وتقاليدهم ومناحى حياتهم منذ أكثر من 300 عام. من هم الأميش طائفة تعيش بكامل إرادتها بعيدا عن كل مظاهر التقدم فى أمريكا الشمالية كما يعيش أجدادهم الذين قدموا إلى أمريكا فى القرن السابع عشر منذ أكثر من 1660 عاما يبتعدون عن كل مظاهر الحياة الحديثة وتوقفت عجلة الزمن عند هذه الفترة فهي طائفة تعيش حياة بدائية للغاية فى ملبسهم ومأكلهم ومشربهم وينبذون التكنولوجيا والكهرباء والتلفزيون والسيارات وكل ماله علاقة بالعالم المعاصر رغم وجودهم فى معقل العلم التكنولوجيا. يجاهد الأميش للعيش على الأسلوب القديم وعلى الرغم من أنهم يتقبلون بعض الأفكار الحديثة مثل استخدام الأدوية الحديثة إلا أن أسلوب حياتهم لم يتغير منذ 300 عام. فهم يستعملون الكهرباء لذلك بيوتهم لا تحتوى على إنارة كهربائية، ولا أجهزة تلفزيون ولا أجهزة مطبخ مثل الثلاجات وغيرها . يحرمون ركوب السيارة لذلك تراهم يمتطون العربات التى تجرها الأحصنة ويتكلمون إحدى اللهجات الألمانية التى تحدث بها أجدادهم الأوائل الذين عاشوا في ألمانيا وسويسرا. سبب تسميتهم ب "الأميش" يعود سبب تسمية طائفة الأميش إلى زعيمهم ومؤسس الطائفة " آمان جاكوب"، تعرضت طائفة الأميش للاضطهاد الشديد فى أوروبا وأعدم الكثيرون منهم لذلك لجئوا إلى العالم الجديد نحو عام 1660 وأقاموا فى ولاية بنسلفانيا حتى الأن. أصلهم : تعد طائفة الأميش واحدة من عشرات الجماعات المسيحية المنشقة التى ظهرت فى أوروبا القرن الوسطى مع انتشار حركة الإصلاح الدينى، رأي آمان جاكوب أن طريق الصلاح والفلاح فى الدنيا والآخرة هو التمسك الحرفي بتعاليم الإنجيل فى كل مناحى الحياة حتى فى أبسط الأمور واستشارة ما يسمى ب "مجلس الأعيان" فى كل صغيرة وكبيرة. يؤمنون بأن ملابسهم تكرس حياة الزهد والبساطة التي اختاروها لأنفسهم فترتدي النساء منهم الثياب المحتشمة والطويلة والمرايل يقمن بقص الشعر ويربطونه خلف الرأس لأنه من المحرم عندهم أن تكشف المرأة عن عوراتها. أما الرجال يرتدون البدلات والمعاطف الداكنة والقبعات السوداء ويطلقون لحاهم بعد الزواج ويحلقون الشارب.