تستعد اسطنبول، غدا الأحد، للذهاب مجددا إلى صناديق الاقتراع بعد قرار إعادة الانتخابات البلدية بقرار من نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عقب خسارة مرشح حزبه أمام مرشح المعارضة، حيث تعد هذه الانتخابات رهانا بالنسبة لأردوغان. أجريت الانتخابات البلدية الأولى في اسطنبول يوم 31 مارس الماضي، وكانت النتيجة ضربة موجعة للرئيس التركى بعد خسارة المدينة لصالح أكرم إمام أوغلو مرشح حزب الشعب الجمهوري الذي انتصر على رئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم مرشح حزب أردوغان وأحد المقربين منه، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية ورغم فوز مرشح المعارضة، ألغت السلطات نتائج انتخابات اسطنبول وأمرت بإعادتها بعد طلب من حزب أردوغان، بإدعاء وجود تجاوزات في انتخابات اسطنبول، وقررت اللجنة العليا للانتخابات إجراءها في 23 يونيو الجاري، ما أثار انتقادات دولية واسعة واتهامات بتراجع الديمقراطية في تركيا. وتعد انتخابات اسطنبول "حياة أو موت" بالنسبة لأردوغان الذي يأمل في فوز حزبه خلال جولة الإعادة، حيث يسيطر حزب أردوغان على المدينة منذ 25 عام تقريبا حتى أنه تولى رئاسة بلديتها لسنوات. لذلك كان فوز المعارضة ضربة موجعة لنظام الرئيس التركي. وأشارت صحيفة "لوباريزان" الفرنسية، إلى الصراع بين المعارض القوي الذي تمكن من انتزاع أرضية لدى الناخبين أكرم إمام أوغلو، وأردوغان الذي شن هجموما على أوغلو متهمه بالتحالف مع الداعية التركي فتح الله جولن المنفي في واشنطن وتتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب عام 2016. وذكرت أن أوغلو صاحب ال49 عاما يبدو أنه سيصبح الخصم الرئيسي لرجب طيب أردوغان، موضحة أن خسارة اسطنبول في المرة الأولى دمرت فكرة ان "أردوغان لا يقهر". وأوضحت أن نظام أردوغان يخشى المعارض إمام أوغلو، كما أن احتمالية فوزه برئاسة اسطنبول تربك حسابات حزب أردوغان الذي دائما ما استغل المدينة لبسط نفوذه والسيطرة على موارد المدينة التي تعرف ب"عاصمة تركيا الاقتصادية" ويعيش بها نحو 16 مليون مواطن، حيث يعتبر نظام أردوغان ان "من يفوز في اسطنبول يفوز بتركيا". وتقول الصحيفة إنه لا يوجد ما يؤكد فوز أوغلو في إعادة انتخابات اسطنبول، مشيرة إلى احتمالية ترشحه لانتخابات الرئاسة في 2023 أو أن يصبح زعيما للمعارضة، موضحة أن الأمر صعب لكنه يتطلب مزيد من التفاؤل لإزاحة أردوغان المتمسك بقوة بالسلطة، حيث يحظى أوغلو بدعم من بعض الأحزاب والتحالفات المعارضة غير المتجانسة كما عمل على التقرب من المواطنين من خلال حضور مباريات أندية اسطنبول وحصوله على شعبية من خلالها.