قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن صلاة التراويح في رمضان سنةٌ مؤكدة، وهي سنة نبويةٌ في أصلها «عُمَرِيَّةٌ» في كيفيتها، بمعنى أن الأمة صارت على ما سَنَّه سيدُنا عمرُ رضي الله عنه مِن تجميع الناس على القيام في رمضان في جميع الليالي. وأضاف «علام»، خلال لقائه ببرنامج «الله أكرم» المذاع على فضائية «سي بي سي»، أن على عدد ركعات صلاة التراويح وهو عشرون ركعةً مِن غير الوتر، وثلاث وعشرون ركعة بالوتر، وهذا ما عليه معتمَد المذاهب الفقهية الأربعة المتبوعة. واستشهد بما رواه الإمام مالك في "الموطأ"، والبيهقي في "السنن الكبرى"، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ رضي الله عنه قَالَ: «كَانُوا يَقُومُونَ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ بِعِشْرِينَ رَكْعَةً"، قَالَ: "وَكَانُوا يَقْرَءُونَ بِالْمَئِينِ، وَكَانُوا يَتَوَكَّئُونَ عَلَى عِصِيِّهِمْ فِي عَهْدِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنْ شِدَّةِ الْقِيَامِ»، وروى الإمام مالك في "الموطأ"، والبيهقي في "السنن الكبرى"، عن مَالِك، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ: «كَانَ النَّاسُ يَقُومُونَ فِي زَمَانِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي رَمَضَانَ بِثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ رَكْعَةً». وتابع: إن الثابت عن هدي الرسول –صلى الله عليه وسلم- في عدد صلاة التراويح هو ما كان عليه الأئمة الأربعة وهي 20 ركعة، نرتاح بعد 4 ركعات، موضحًا إلى أن التراويح جمع ترويحة والجمع لا يكون إلا ل 3 فأكثر، وال 8 ركعات بها ترويحتان فقط، لكن من صلى 8 ركعات لا يخالف هدي النبي –صلى الله عليه وسلم-، والمهم أن يداوم على هذه الشعيرة في كل ليلة في رمضان. وبيّن: التَّرويحةُ في شهر رمضان سمِّيت بذلك؛ لاستراحة القوم بعد كل أَربع ركعات، وفي الحديث صلاة التراويح؛ لأَنهم كانوا يستريحون بين كل تسليمتين. والتراويح: جمع تَروِيحة، وهي المرة الواحدة من الراحة، تَفعِيلة منها؛ مثل تسليمة من السَّلام، وبمجرد التعريف اللغوي يتبين أن صلاة التراويح أكثر مِن ثمان ركعات، لأن الترويحة الواحدة بعد أربع ركعات، فلو كانت ترويحتين للزم أن يكون عدد الركعات اثنتي عشرة ركعة. ونوه مفتي الجمهورية، بأن حديث السيدة عائشة -رضي الله عنها-: «ما زاد رسول الله عن ثماني ركعات لا في رمضان ولا غير رمضان» يقصد به صلاة التهجد وليس التراويح.