قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف إن النبي ﷺ كان إذا حَزَبَهُ الأمر فَزِعَ إلى الصلاة، ضاق به الأمر، نَزَلَت مُلِمَّة، مصيبة، كارثة، أزمة- رأيناه يُسرع إلى الصلاة، كأن الصلاة تُفَرِّج عن قلبه الشريف ﷺ، وكيف لا وهي مَهبَط الرحمات ومَنزِل الأنوار وكَشف الأسرار. وأضاف جمعة في بيان له عبر صفحته الرسمية: كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، وكان ﷺ يقول لسيدنا بلال: «أرحنا بها يا بلال» ، كان يشعر في الصلاة بالراحة، بالسكينة، بالجمال، بالاتصال، بالوصال، بالحضور في الحضرة القدسية الإلهية الربانية. وتابع: ذات يوم جاءه رجل وقال: يا رسول الله ادع الله أن أرافقك في الجنة، قال: «أَوَ غير هذا؟» -أليس لك طلب سِوى هذا، المرافقة في الجنة، مرافقة سيدنا المصطفى والحبيب المجتبى في الفردوس الأعلى، في الوسيلة والفضيلة والدرجة العالية الرفيعة، الطمع في وجه الله جائز، طَمِع الرجل- قال: إلَّا هذا يا رسول الله. فقال: «إذن أعني على نفسك بكثرة السجود» ، ولذلك تراه ﷺ شرع لنا الصلاة سبع عشرة ركعة في اليوم، كما تعلمون ويعلم المسلمون، في خمس صلوات، فُرِضَت في رجب الفرد الأصم الأصب التي تُصَبُّ فيه الرَّحمات، الشهر الذي نحن فيه الآن، في ليلة الإسراء والمعراج، وهي خمس وهي عند الله خمسون، لأن الحسنة في دين الإسلام بعشرٍ من أمثالها، ويزيدُ الله مَن يشاء إلى أضعاف كثيرة لا نهاية لها.