مفتي الجمهورية ينعي ضحايا محطة مصر دار الإفتاء المصرية جموع الشعب المصري بالتبرع بالدم مركز الفتوى: من مات فى حريق النار ولا يمكن تغسيله يُصَبُّ الماءُ عليه نعى الأزهر الشريف وإمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ضحايا حادث اصطدام قطار بأحد الأرصفة في محطة قطارات رمسيس، اليوم الأربعاء، ما أسفر عن سقوط عدد من الوفيات والمصابين. وتقدم الأزهر الشريف بخالص التعازي لأهالي وأسر الضحايا، سائلًا المولى -عز وجل- أن يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته، وأن يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان، وأن ينعم على المصابين بالشّفاء العاجل. ونعى الدكتور شوقي علام ، مفتى الجمهورية، بمزيد من الحزن والأسى ضحايا الحادث وتوجه مفتي الجمهورية بخالص العزاء والمواساة لأهالي وأسر الضحايا، سائلًا المولى عز وجل أن يتغمدهم بموفور رحمته وأن يسكنهم فسيح جناته، وأن يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان. ووجه الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بتأجيل تكريم الفائزين في مسابقة الأوقاف والجمهورية وأوائل الناجحين بدورة الحسابات بهيئة الأوقاف إلى وقت لاحق مراعاة لظروف ومشاعر أهالي ضحايا حادث قطار محطة رمسيس. وناشدت دار الإفتاء المصرية جموع الشعب المصري، بالتبرع بالدم لصالح مصابي حريق محطة مصر، موضحة أنه لا مانع شرعًا من التبرع بالدم إذا اقتضت الضرورة ذلك، بشرط أن يكون مُحَقِّقًا لمصلحةٍ مُؤكدةٍ للإنسان، وألَّا يؤدي إلى ضررٍ على المتبرِّع كليًّا أو جزئيًّا، وأن يتحقق خُلُوُّه من الأمراض الضارة، وأن يكون كامل الأهلية. وأكدت أن للمتبرِّع بالدم لنجدة المرضى والمصابين عبر قنوات التبرع الصحية المعتمدة من الدولة ثوابٌ عظيمٌ جزيلٌ على تبرعه ؛ لقوله تعالى: ﴿هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ﴾ [الرحمن: 60]. وأعلنت الافتاء أن صاحب الحريق شهيد، استشهادا بقول رسول الله– صلى الله عليه وسلم "الشهادة سبع سوى القتل في سبيل الله: المطعون شهيد، وَالْغَرِقُ شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، وصاحب الحريق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيدة. وقال مركز الفتوى بالأزهر، إن الشهيد هو من مات في سبيل الله تعالى، والأصل في الشهيد هو شهيد المعركة، لكنْ هناك أنواعٌ أخرى من الشهداء ذكَرَهم النبي صلى الله عليه وسلم فيما ورد عنه؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: «...مَا تَعُدُّونَ الشَّهَادَةَ؟» قَالُوا: الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الشُّهَدَاءُ سَبْعَةٌ سِوَى الْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اللهِ: المطْعُونُ شَهِيدٌ، وَالْغَرِقُ شَهِيدٌ، وَصَاحِبُ ذَاتِ الْجَنْبِ شَهِيدٌ، وَالمبْطُونُ شَهِيدٌ، وَالْحَرَقُ شَهِيدٌ، وَالَّذِي يَمُوتُ تَحْتَ الْهَدْمِ شَهِيدٌ، وَالمرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهِيدٌ» أخرجه أبو داود. وأضاف أن الحرق، أي الذي مات بحريق النار، والمطعون: المصاب بمرض الطاعون، وصاحب ذات الجنب: مرض يكون في جانب البطن، وصاحب الهدم: الذي انهدم عليه البناء، والمبطون: الذي يموت بداء البطن (الأمراض الباطنية)، وذات الجُمع: المرأة التي تموت أثناء الولاد، فهؤلاء يطلق عليهم شهداء، لكنهم يغسلون ويكفنون ويُصلَّى عليهم، قال الإمام ابن قدامة في كتاب المُغنِي: (فَأَمَّا الشَّهِيدُ بِغَيْرِ قَتْلٍ، كَالمبْطُونِ، وَالمطْعُونِ، وَالْغَرِقِ، وَصَاحِبِ الهَدْمِ، وَالنُّفَسَاءِ، فَإِنَّهُمْ يُغَسَّلُونَ، وَيُصَلَّى عَلَيْهِمْ) وأوضح أن الذي مات بحريق النار إذا لم يمكن تغسيله فإنه يُصَبُّ الماءُ عليه، فإذا خيف تمزُّقُ جسدِه فإنه يُيَمَّمُ -إن أمكن-، ويكفَّن ويُصلَّى عليه، قال الإمام ابن قدامة في كتاب المغني: (وَالمجْدُورُ، وَالمحْتَرِقُ، وَالغَرِيقُ، إذَا أَمْكَنَ غُسْلُهُ غُسِّلَ، وَإِنْ خِيفَ تَقَطُّعُهُ بِالْغُسْلِ صُبَّ عَلَيْهِ الماءُ صَبًّا، وَلَمْ يُمَسَّ، فَإِنْ خِيفَ تَقَطُّعُهُ بِالماءِ لَمْ يُغَسَّلْ، وَيُيَمَّمُ إنْ أَمْكَنَ، كَالحَيِّ الَّذِي يُؤْذِيه الماءُ، وَإِنْ تَعَذَّرَ غُسْلُ الميِّتِ لِعَدَمِ الماءِ يُيَمَّمُ، وَإِنْ تَعَذَّرَ غُسْلُ بَعْضِهِ دُونَ بَعْضٍ، غُسِّلَ مَا أَمْكَنَ غُسْلُهُ، وَيُيَمَّمُ الْبَاقِي، كَالْحَيِّ سَوَاءً).