وزير الداخلية.. نحذرك

«لو مش هنحمى المظاهرات يبقى نروح نقعد فى بيتنا أحسن»، أول القصيدة شكر لوزير الداخلية الجديد، اللواء محمد إبراهيم، على التصريح المعتبر، ونحذره من مغبة الانحراف عن عهده الذى قطعه على نفسه وألزم به ضباطه وجنوده بحماية المظاهرات السلمية، ونحذره ثانية مما يدبر فى غَيَابات مكتب الإرشاد من حشد مناهض للمظاهرات السلمية، يقال - والعهدة على الراوى - إن صقور مكتب الإرشاد ينتوون حشدًا فى التحرير والاتحادية، بالله عليك كيف تحمى المظاهرات السلمية، وخالتى سلمية ماتت من الخوف والرعب مما قد يحدث ويعد له فى هذا اليوم المشهود من جانب شيوخ السمع والطاعة؟!.
سيادة الوزير لا تروح ولا تقعد فى البيت، أحسن تحذرهم من مغبة الاحتشاد فى مناطق التماس، قل لهم خطير جدًا ما تنتوون، قل لهم كفاكم، كفاكم، كفاكم حشدًا، البرادعى أعلنها سلمية، مم تخشون، وتحشدون، وتجيشون؟، قل لهم إن الواقعة إذا وقعت لن تبقى مقرًا ولن تذر حزبًا، قل لهم أحمى مَن.. مِن مَن؟ أبرئ ذمتك، ونظف ثيابك قبل أن يفوت الأوان وتجد نفسك محاصرًا بين الرئاسة التى تأمر والشارع الذى يأمر، لمن الأمر اليوم؟
سابقك اللواء أحمد جمال لم يقع فى الفخ ، دخل فلًا وخرج محترمًا، وكان جزاؤه الشلح، الإخوان يعملوها والضباط والجنود يلبسوها، الجيش بخبرة الفترة الانتقالية أعلن حياده، ماذا أنتم فاعلون لو طلب منكم رئاسيًا قمع المظاهرات، ماذا لو صدرت الأوامر بمنع الاقتراب من الاتحادية؟.
سيادة الوزير لست وزيرًا لداخلية جزر القمر، سيادتك وزير داخلية مصر، ومصر فى حالة اشتباك قصوى، أين تقف بالضبط، ستحمى المظاهرات السلمية، والمؤسسات الحيوية، هذا ما يقوله كتاب الوزارة، ولكن الوقاية خير من العلاج بقنابل الغاز والخرطوش، الوقاية أن تلزم الجماعة بحقن الدماء، أن توفر للمعارضة أجواء مواتية للتظاهر بشكل سلمى يوم الجمعة، أن تبتعد الجماعة بمسافة عن ساحات الاحتشاد، ألا تتعصب لرئيسها، لأنه رئيس كل المصريين ولهم عليه حق الحساب ولو بالتظاهر.
سيادة الوزير، ما يدبر فى مكتب الإرشاد جد خطير وستدفع ثمنه الداخلية، ووزيرها إذا لم يبتدع مبادرة تمكنه من إيقاف عجلة الصدام الجهنمية التى تتدحرج من أعلى جبل المقطم، اعلم أن الأمر فى أيدى خيرت الشاطر، والأخير يزور الداخلية فى انصاص الليالى، فى منتصف الليل، قل له ولا تُخْفِ شيئًا، الداخلية ستكون محصورة بين جبلين من الغضب، وفر علينا يا شاطر مغبة الصدام، كف يدك عن المتظاهرين سلميًا فى الميادين، لا تعقد الأمور، لا تُصَعِّب الموقف، لأنه جد مخيف.
وإذا لم يمتثل، وأظنه على قدر من غرور القوة لا يرعوى لتحذيرات ولا رجوات، حمله مغبة الأمر، وأعلن براءة ساحتك وضباطك وجنودك مما يدبرون، لا تقعد فى بيتك ملومًا محسورًا، متروحش بيتكم، خليك هنا خليك، كن شاهدًا عليهم، كن حامياً لأبنائك وبناتك يوم الجمعة.
نقلا عن "المصرى اليوم"