دعا مبعوث الصين الدائم لدى الأممالمتحدة "ما تشاو شيوي" المجتمع الدولي لدعم إفريقيا في مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود في البحر، سيما وأن الأمن البحري لا يزال يتعرض لضرر بالغ في الساحل الغربي لأفريقيا. وقال شيوي - في كلمة أمام اجتماع لمجلس الأمن نقلتها وسائل إعلام صينية اليوم /الأربعاء/ - أنه خلال السنوات الأخيرة، وفي الوقت الذي تقلصت فيه هجمات القرصنة في خليج عدن بشكل كبير، إلا أنه لا يزال وضع الأمن البحري في خليج غينيا قبالة الساحل الغربي لأفريقيا خطيرا؛ ما أثر بشكل كبير على التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول الساحلية في أفريقيا. وحذر شيوي من تدفق الأموال غير القانونية إلى المنظمات الإرهابية والقوى المتطرفة والجماعات الإجرامية؛ الأمر الذي فاقم من زعزعة الاستقرار على المستويين الوطني والإقليمي، وهدد السلام والأمن الدوليين. وأشار المبعوث الصيني إلى أنه في مواجهة ذلك، يتعين على المجتمع الدولي مساعدة الدول الساحلية في أفريقيا في بناء القدرات بالتوازي مع احترام سيادتها، معتبرا أن ذلك سيكرس الجهود لدعم الدول الساحلية في تحسين تشريعها الداخلي، وتأسيس وتعزيز قوات الأمن البحرية. ولفت إلى أنه يتعين على المجتمع الدولي الانخراط في أنشطة بناء وتشغيل وصيانة الموانئ والمرافق الأخرى للدول الساحلية ودعمها، حتى تصبح أكثر كفاءة في عمليات إرساء السفن وإعادة تزويدها بالإمدادات وصيانتها، وتزويدها بشكل أفضل بالمزيد من الضمانات اللوجستية بكفاية أكبر. وشدد على أهمية تقديم وكالات الأممالمتحدة المعنية والمنظمة البحرية الدولية والإنتربول، من بين جهات أخرى، المزيد من المساعدات للدول الساحلية، منوها بأهمية تبادل الأدلة والمعلومات وتسهيل التحقيقات وإقامة الدعاوي وإصدار الأحكام في القضايا ذات الصلة مع كل الوسائل اللازمة. ودعا شيوي إلى زيادة المساعدة الإنمائية للدول الساحلية، انطلاقا من أن التنمية هي المفتاح الرئيس لحل جميع المشكلات، مقترحا في الوقت نفسه تقديم المزيد من المساعدات لمساعدة الدول الساحلية في اجتثاث أسباب الفقر والظلم الاجتماعي، وتسريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وزيادة التعاون في مكافحة الإرهاب. وأوضح أن بلاده نفذت عمليات مرافقة في المياه الساحلية للصومال وشاركت في التعاون الدولي ضد القرصنة في خليج غينيا، وقدمت المساعدة للدول الساحلية في تعزيز البنية التحتية وبناء القدرات الأخرى، لافتا إلى أن الصين ستواصل تنفيذ خطة عمل بكين التي تبنتها قمة منتدى التعاون الصيني-الأفريقي في سبتمبر العام الماضي، ومن ثم تعزيز التبادلات والتعاون مع الموانيء الأفريقية ومساعدة الدول الأفريقية في تدعيم المعلوماتية في الموانيء. وتعهد شيوي بأن تعزز بلاده المساعدة الأمنية في أفريقيا، وتدعم التعاون القائم على النتائج في مجالات الحوكمة الاجتماعية وحفظ السلام ومكافحة القرصنة والإرهاب.
