لا أخفيكم قولا أن دمعة هبطت من عيني وأنا أتابع تدشين السيد الرئيس لمشروع "بشاير الخير 2 " في غرب الإسكندرية ، ولم أتمكن من كبح شهوة الكتابة، ولأول مرة أشعر أن الوطن للجميع ، ولم يعد مجرد شعارات وأغاني وأماني من عينة "ما تقولش إيه إديتنا مصر".. و"مصر هي أمي ونيلها هو دمي .. الخ " فالفشل مرتبط بكثرة الأغاني الوطنية. سجدت لله شكرا أن قيد الله لمصر مثل هذا الرجل ، عبد الفتاح السيسي ، لإنقاذها من وهدتها ، ووضعها على الطريق ، هكذا هو حال مصر على مر التاريخ ، تعيش عصور من الإهمال والفوضى ثم يأتي من ينفض عنها التراب، ويستنهض قواها الكامنة ، هكذا كان الحال دوما منذ عهد مينا موحد القطرين ، مرورا بالقادة الحقيقيين إنتهاء بمحمد علي ، ثم عبد الفتاح السيسي الذي يعيد بناء مصر المحروسة حاليا بعدما أستخلصها من براثن الإرهاب المتدثر برداء الذقون .. رأيت كيف يتم تغيير وجه الإسكندرية ، بانتقال أصحاب المساكن العشوائية الي هذه المنازل الآدمية ، ولأن جزء كبير من أهلي وأصدقائي من سكان العشوائيات فأنا أعرف شعورهم جيدا ، أعرف كيف كانوا يعيشون بجانب الخوف ، بلا أمل في الغد ، صديقهم اليأس ، لا يعرفون معنى الإنتماء ، الهجرة الي الخارج هدفهم الأول حتى ولو على متن مركب غير شرعي ، الآن تغير الوضع ، أدركوا خطأ مقولة أن مصر تنقسم الي صنفين من البشر "ناس عايشة كويس جدا ، وناس كويس انها عايشة" ، لقد أدركوا أن هذا وطنهم أيضا بعد أن أصبح لهم مكانا .. حكى لي صديقين عزيزين هما عالم الاجتماع د. إسماعيل سعد ، والصحفي الكبير محمد معوض كيف يبذل محافظ الإسكندرية الجديد عبد العزيز قنصوة جهده ليلا ونهارا من أجل إعادة المدينة الي وضعها الطبيعي ، منارة ، في كل شئ ، إلا أنني أعيب عليه بشئ واحد وهو البطء ، وصعوبة التواصل مع الناس ، فوجب عليه التخلص من هاتين الصفتين بسرعة خاصة وانه نجح في إمتحان رسب فيه محافظ القاهرة ، وأجاب على أسئلة الرئيس ، ونال الشهادة الكبيرة امام ملايين الناس يتابعون المشهد عبر الشاسات.. التحدي الأكبر أمام محافظ الإسكندرية ، إعادة الأموال المنهوبة من لصوص أراضي الدولة في منطقة الحديقة الدولية ، هولاء الذين إستولوا عليها بالحيلة مقابل ملاليم ، حتى وصل سعرها حاليا الي مليارات ، وخلال 20 عاما تحايلوا على الدولة في عدم دفع حق الإستغلال بما يقتضيه رفع الأسعار سنويا ، هؤلاء اللصوص لا ينبغي أن نصبر عليهم ، ولا نرحمهم ، بنص كلام الرئيس ، حتى لو أدى الأمر إلى إخلاء أرض الحديقة الدولية نهائيا .. أصبحنا نحتاج الي فطائر الامل ، المعجونة بعصير الإخلاص ، المطبوخة على نار المحبة ..ما أحوجنا الي مخلوط الصدق ، والبعد عن النفاق ، والزيف من القول والعمل ، حفظ الله الوطن ..