أنا طبيبة بالمعاش وقد عشت شبابى فى مصر وبحكم مهنتى كنت اخرج من البيت فى أى ساعة بالليل دون ان يتطرق الخوف إلى قلبى أما الآن فأشعر بالخوف وأنا فى بيتى وأعاود التأكد من إغلاق النوافذ والشرفات قبل أن أنام بل أحيانا اقف فى الشرفة، وأتخيل كيف يستطيع اللص أن يقفز إلى شرفتى سواء اعتلى عامود انارة أو مبنى مجاورا منخفض الارتفاع فمنذ أقل من شهر سطا اللصوص على بيت ابنى فى مدينة العاشر من رمضان، وهو موجود فى البيت فى أثناء الليل وسرقوا ما خف حمله وغلا ثمنه واخذوا أيضا مفتاح سيارته وسرقوها وكان ما كان من بلاغ للشرطة ورفع بصمات إلخ.. وفى الصباح قال لى ابنى بصوت مختنق كيف لم يستيقظ ويشعر بهؤلاء اللصوص؟ فقلت له الحمد لله انكم انت وزوجتك وابنتك الطفلة كنتم نياما لم تستيقظوا .. فهذا لطف الله فى قضائه ولو ان احدا منكم صحا من النوم لا يعلم إلا الله ماذا كان يمكن ان يحدث لكم ربما لم تكونوا الآن فى عداد الأحياء وقضى الأسبوع الأخير من اجازته معى فى بيتى ثم سافر إلى حيث يعمل كسير النفس والقلب فهو لايستطيع أن يحمى زوجته وابنته ليس فى الشارع ولكنه فى بيته أما أنا فسجدت لله شكرا على سلامتهم وبقيت فى قلبى غصة جعلتنى فى خوف دائم من كل شيء سواء وأنا فى الشارع او البيت ولكن الأحداث تأتى بما هو أكثر من سرقة بيت وتتحول الغصة إلى جرح غائر حين تغتصب اختى فى الوطن.. أين؟ فى ميدان التحرير «سرة البلد» وفى وسط جمع من الناس العاديين ورجال الأمن.. لقد بكيت وأنا أشاهد الرئيس عبدالفتاح السيسى وهو يعتذر لهذه السيدة وابنتها، واننى أصرخ من أعماق قلبي: أليست هذه مصر التى عرفناها فى شبابنا انا ومن هم وهن من جيلى فلقد كانت واحة الأمن والأمان حقيقة لا كلاما وأنادى من بيدهم زمام الأمن.. أعيدوا لنا مصرنا نقضى فيها ما تبقى من أعمارنا آمنين.. وحتى نطمئن.. أن ابناءنا واحفادنا سعيشون فيها بإذن الله مطمئنين.