لنحتجب قليلاً كثرة الكلام ثرثرة والصمت اكتمال الكلام وسد رأسكِ كتفي واستمعي إلى وجيب قلبي الحياة قطة تأكل أولادها ونحن غريبان أدنو فتدنو تنأى فلا يبقى غير الرماد أستيقظ من نوم لا أنام فيه متعب من صداع مرهق من أوجاع أتلفت بين جدران البيت وحيد على الشرفة أجلس أشرب قهوتي على مهل أنظر إلى الشارع الناس سريعة خطواتهم في الصباح أزواج وزوجات أطفال وحقائب مدرسية باعة متجولون سيارات تنفث سمومها وأنا من شرفتي أتأمل طويلاً أشرب قهوتي على مهل يومضني حزن شفيف أقلب فنجان القهوة أنتظر أقلبه ثانية فأرى خطوط افقية ومتوازيا ودوائر آآآآآآآآآه كل الدروب مسدودة متقاطعة لا أفق لا بقعة ضوء أعرف لا أمل الناس هنا عالم آخر وأنا النقيض صمتي عميق وفصولي صقيع ليس لي غير الليل ليل طويل بعد ليل طويل أنام ولا أنام أصحو مرصع بالوهم يولد خوفي معي ولا ينام آآآآآآآه أنام ولا ينام أيها المسكونة بالأشواق أنا تحت عينيك وفلا تصبريني أتدفأ بك من الصقيع بين يديك وردة تفوح أريجها لا نتظري بعيداً فأنا هنا أقرب إليكِ من الحاجب للعين وإذ يحط عصفور على حافة النافذة يتأملني أمد له أناملي الخشنى أفتح يدي فيلتقط شامة في راحة كفي يظنها حبة قمح يرفرف خائباً ويبتعد فأبكي آآآآآآآآآآه ضاعت من حنجرتي الأصوات صفيح بارد رماد يتعجرف لا لون لا طعم لا رائحة لا حلو لا مر يتكسر الزجاج حطاماً وتعول الريح