مثل المتهم بقتل خالته بمنطقة بولاق الدكرور، جريمته داخل مسرح الجريمة، بشارع العشرين حيث انتقل القول الامني مصاحب للمتهم إلي مكان الواقعة، وتم تعزيز الخدمات حوله منعا للفتك به من قبل أهلية المجني عليها "خالته". "حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا أحمد".. الصوت الأول الذي استقبل المتهم بالقول الأمني، حين ألقت خالته الاخري الدعوات كالسهام، وقامت الاجهزة الامنية بإدخاله إلي مسرح الجريمة، ليبدأ تنفيذها، قائلا بأنه حضر إلي خالته "نعمات" بعدما يأس في توفير مبلغ حقنة طفله، وطرق الباب، حتي جلست علي سريرها واستمعت له، وقال لها انه يحتاج مبلغ 200 جنيه، فصرخت في وجهه "اجيبلك منين مش معايا فلوس"، فقال لها :"ابوس ايدك ابني هيموت"، فردت عليه قائلة: وانا كمان ابني السرطان قتله". واستكمل المتهم تمثيل جريمته، بأنه نشبت بينه وبين خالته مشاجرة، فقام بمحاولة اجبارها علي اعطائه المبلغ، حتي أخرج قطعة حديدية يستخدمها في عمله كسمكري من بين ملابسه كانت بحوزته، وانهال بها علي رأسها فأنفجرت الدماء لتغرق السرير والغرفة وتتهشم جمجمة المجني عليها، فأنقض عليها ليسرق منها قرطها الذهب، وحين رأي وجهها تغرقه الدماء سحب البطاطين وغطا جسدها وقام بخلع القرط من أذنها، وفر هاربا. وما أن انتهي المتهم من تمثيل جريمته، خرج إلي الشارع ليجد خالته الاخري في انتظاره قائلة له: "ربنا ينتقم منك"، فرد المتهم والندم في عينيه :"غصب عني ياخاله.. سامحيني الشيطان لعب في دماغي، وده ابني وكان هيموت.. والله غصب عني". فيما أدلي المتهم بقتل خالته باعترافات تفصيلية خلال التحقيقات التي أجرتها معه نيابة حوادث جنوبالجيزة الكلية حيث قرر ان عجزه عن توفير نفقات علاج طفله دفعته لطلب مبلغ مالي علي سبيل السلف من خالته العجوز الا انها عندما رفضت قام بقتلها. وأشار المتهم أحمد .أ 35 سنة سمكري بورشة سيارات بمنطقة بولاق الدكرور في التحقيقات باشراف المستشار شريف توفيق المحامي العام الاول لنيابات جنوبالجيزة الكلية الا انه كل ما اراده فقط الحصول علي مبلغ 200 جنيه ليكمل ثمن حقنة يشتريها لطفله الذي يعاني من ضعف دورة الدماء بالمخ وقال المتهم: ابني بيحتاج علاج للدورة الدموية يتكلف 900 جنيه كل 10 ايام ويوم الاحد قبل الماضي اتصلت زوجته به اثناء تواجده بالعمل لسؤاله عن الحقنة التي يستوجب طفله اخذها في ذلك اليوم حيث ان تأخر جرعة الدواء يؤدي الي تدهور حالته ونظرا لامتلاكه مبلغ 150 جنيها فقط قفزت الي ذهنه فكرة الذهاب الي خالته "نعمات" العجوز البالغة من العمر 80 عاما وتقيم بمفردها لاقتراض مبلغ 200 جنيه منها لاكمال ثمن العلاج. استطرد قائلا: اثناء محاولتي خلع قرطها الذهبي من اذنها لم أتمكن من النظر الي وجهها فقمت بتغطية جثتها ببطانيتين حتي تمكنت من خلع "الحلق" وغادرت الشقة بعد اغلاق الباب بالمفتاح وعدت الي منزلي عقب شراء الدواء لطفلي. يضيف المتهم انه يوم الثلاثاء بعد يومين من ارتكابه الجريمة توجه الي جواهرجي بمنطقة ابو قتادة وباع له الحلق بمبلغ 4300 جنيه، انفق منها 1300 جنيه والقت المباحث القبض علي الجواهرجي لشرائه مصوغات ذهبية مجهولة المصدر دون فاتورة. اشارت التحريات إلى ان القتيلة كان لديها ابن مريض بالسرطان وفارق الحياة منذ فترة - فتشاجر معها وهددته خالته باخبار اشقائه بتشاجره معها وحاولته اجبارها علي اعطائه المال فاصيب بالغضب منها واخرج قطعة حديدية "عتلة" يستخدمها في عمله كسمكري وانهال بها علي رأسها اثناء رقودها علي سريرها فتفجرت الدماء منها وهشم جمجمتها. اجرت النيابة العامة معاينة تصويرية لمحل الجواهرجي الذي كشفت كاميراته حضور المتهم اليه في اليوم الذي ذكره بالتحقيقات وبيعه لحلق القتيلة فتم تحريز الكاميرات ومثل المتهم الجريمة في حضور النيابة العامة وسط حراسة من الشرطة مؤكدا انه القي اداة الجريمة من اعلي كوبري علي شريط سكة حديد - لم يتم العثور عليها- بينما حرزت القوات "سويت شيرت" ملطخ بالدماء كان يرتديه يوم الجريمة واخفاه بمنزله. امرت النيابة بحبس المتهم 4 ايام علي ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد المقترن بالسرقة، كما امرت بحبس الجواهرجي بعدما اشارت التحريات الي انه سييء النية واشتري مصوغات مجهولة المصدر متحصلات جريمة. تفاصيل الجريمة التي وقعت بشارع العشرين بدائرة قسم شرطة بولاق الدكرور كشفتها خطة بحث كاملة اعدتها مباحث الجيزة تحت اشراف اللواء رضا العمدة مدير الادارة العامة للمباحث تم تنفيذ بنودها علي مدار 7 ايام كاملة منذ تلقي قسم الشرطة بلاغا من شاب بالعثور علي جثة جدته العجوز وصولا الي هوية الجاني والدافع لجريمته. العقيد محمد الشاذلي مفتش مباحث قطاع غرب الجيزة نفذ كافة بنود الخطة الموضوعة بداية من معاينة وفحص مسرح الجريمة.. المنافذ سليمة فالدخول تم بطريقة مشروعة بالاضافة لاختفاء نسخة من مفاتيح الشقة.. اذن الجاني علي علاقة ومعرفة مسبقة بالمجني عليها.. حفيد القتيلة الذي ابلغ بالحادث وشقيقاتها الثلاث افادوا باختفاء "حلق ذهب" كانت ترتديه فاتجه البحث ناحية دافع السرقة.. عمدت خطة البحث الي فحص كافة سكان العقار والعمالة المترددين عليه من سباكين ونجارين ونقاشين بالاضافة الي استجواب اسرة القتيلة وسكان الشارع. اشارت التحريات بقيادة العميد اسامة عبد الفتاح رئيس قطاع غرب الجيزة الي ان المجني عليها الحاجة نعمات 80 عاما تقيم بمفردها وتخرج من منزلها لصرف 260 جنيها معاشها ودخلها الشهري بالكامل يبلغ 380 حنيها وكشفت مناقشات افراد الاسرة وحفيد المجني عليها والجيران عن علاقاتها الطيبة مع الجميع وعدم وجود خلافات مسبقة لها مع اي منهم الا انه خلال جمع المعلومات والتحريات تبين سابقة خلاف لها مع أحمد .م 35 سنة سمكري نجل احدي شقيقاتها حيث قام منذ عدة اشهر بسرقة اسطوانتين غاز من شقتها وشقة حفيدها القاطن بذات العقار لمروه بضائقة مالية. اتجهت خطة البحث تجاه نجل الاخت فاستجوبه فريق البحث وادلي باقوال متضاربة وخط سير غير متناسق ولم يطابق اقوال والدته وخالتيه الاخريين حتي تم التوصل الي مشاهدة بعض سكان الشارع للشاب في المكان يوم وقوع الجريمة ما اكد شكوك رجال الامن فتم استصدار اذن من النيابة العامة وتم القاء القبض عليه.