تواجه تركيا حاليا أزمة اقتصادية مختلفة خاصة خلال الفترة الأخيرة ورغم زيادة أسعار المحروقات والأسمدة والكهرباءحيث برزت إشكالية جديدة وهي نقص مساحات القمح المزروعة في تركيا. وقالت صحيفة "زمان" المحلية، إن تركيا تشهد تقلبات مناخية فضلا عن عدم كفاية الدعم المقدم للفلاحين من قبل الحكومة، فتراجع محصول تركيا من القمح في 2018 بنحو 25 – 35%، تزامنا فيما بدأت روسيا تلوح بأنها ستقوم بتقليل صادراتها من القمح، بسبب تراجع الإنتاجية للمساحات المزروعة بالقمح في المدن الروسية المختلفة. وقال المهندس الزراعي أوزجان أيجون نائب حزب الشعب الجمهوري: لقد انشغلنا بالحديث عن أسعار الخبز، ونغض االطرف عن المشكلة الأساسية.. فماذا لو لم نجد القمح اللازم؟ ماذا سيحدث؟!"، موضحًا أن تركيا تضم الآن 81 مليون مواطن تركي، إضافة إلى 4 ملايين لاجئ سوري، أي أن الإجمالي نحو 85 مليون نسمة، بينما كان تعداد سكان تركيا في 2002 نحو 65 مليون نسمة فقط. وتابع : "لقد زاد تعدادنا السكاني بنحو 31% عن عام 2002، بينما تراجعت المساحات المزروعة بالقمح لدينا بنحو 18%. ويتراجع المحصول كل عام عن العام السابق له. فقد تراجع محصول القمح بنحو 25 – 35%. لذلك هناك أزمة للعثور على القمح الجيد" وأشار أيجون إلى أن تركيا كانت دولة تكتفي ذاتيًا من القمح، موضحا أنها أصبحت تستورد أغلب احتياجها بسبب السياسات الخاطئة لحزب العدالة والتنمية الحاكم في البلاد، مضيفا أن أنقرة بدأت الاستيراد بسبب عدم القدرة على توفير احتياجاتها وأوضح أيجون أن روسيا هي أكبر مصدر للقمح إلى تركيا، مضيفا أن أنقرة استوردت 4.99 مليون طن من القمح الروسي في 2017، بقيمة 1.04 مليار دولار، وفي 2018، استوردت البلاد 3.6 مليون طن من القمح من الدول المتعددة في الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري، مشيرا إلى أن الوارد من روسيا كان نحو 79% من إجمالي الكمية الواردة من الخارج. ونقلت الصحيفة عن مصدري القمح الروسي قولهم إنه في حالة تجاوز صادرات القمح 25 مليون طن على أساس سنوي، فإنهم قد يقيدون عمليات التصدير، وهو ما يعد أزمة كبيرة بالنسبة لتركيا. يذكر أنه تم إغلاق أكثر من 50 مخبزا في اسطنبول نتيجة ارتفاع تكلفة إنتاج الخبز وعدم موافقة الحكومة على رفع سعر رغيف الخبز رغم الزيادات المتتالية في أسعار الكهرباء والمحروقات والدقيق، وأعلن أصحاب المخابز زيادة على سعر رغيف الخبز 25 قرشًا، ليصبح قيمته 1.25 ليرة تركية، إلا أن الحكومة رفضت تطبيق أي زيادة في السعر الرسمي وألزمت أصحاب المخابز بالتراجع، وخلال الفترة الأخيرة بدأت شوارع تركيا وتحديدا مدينة إسطنبول تشهد زيادة كبيرة في الطوابير أمام مراكز بيع وتوزيع الخبز للمواطنين بسبب نقص أعداد المخابز المنتجة، وفقا للصحيفة التركية.