قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن الرحمة قيمة عظمى تشتمل على كل القيم، وتتفرَّع عنها كل القيم، كيمة الرفق، والصدق، والشفافية، واحترام الذات والثقة بالنفس، والحب؛ ولذلك كانت الرحمة هي أم القِيَم. وذكر «جمعة» عبر صفحته على «فيسبوك» قول سيدنا رسول الله ﷺ: «الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى، ارحموا مَن في الأرض يَرْحمْكم مَن في السماء» وفي رواية: «يَرْحَمُكُم مَن في السماء». وأوضح أن هذا الحديث يُسمَّى بحديث الأولِيَّة، لأن شيوخ الإسلام عَبر التاريخ كانوا يبدأون به مجالسهم، وهو أول حديث في الرواية، وهو المدخل الصحيح لتلقي حديث رسول الله ﷺ. وتابع: ونلحظ أن هناك توافقًا بين الدعوة فيه إلى الرحمة، وبين عنوان الرسالة المحمدية التي وصف الله فيها نبيه فقال: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ»، وفي قوله سبحانه وتعالى أول ما نقرأ في القرآن، أول آية في سورة الفاتحة: «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ»، ويكررها بعد الثناء عليه سبحانه وتعالى: «الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» لم يقل سبحانه وتعالى في بداية الرسالة بسم الله الرحمن المنتقم، مرة للترغيب ومرة للترهيب، صفة من الجمال وصفة من الجلال، لكنَّه سبحانه وتعالى جعل الأمر جمالًا في جمال، وجعل الأمر مرتكزًا على الرحمة، وجعل الخطاب يُطمئن البشرية، وجعل الرحمة هي التي تشتمل على جميع القِيم والأخلاق والإحسان إلى الأكوان، إلى الإنسان، إلى كلام الرحمن سبحانه وتعالى.