سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأزمة السورية تشعل الصراع داخل البيت الأبيض.. صداع إيران يخلق حربا بين جون بولتون وماتيس.. ترامب يرضخ لآراء مستشار الأمن القومي والمهندس الأبرز للسياسة الأمريكية.. والمكتب البيضاوي يفشل في حل الأزمة
الأزمة السورية تشعل الصراع داخل البيت الأبيض "واشنطن بوست": إدارة ترامب لا تمتلك أي سياسة واقعية لإنهاء أزمة سوريا الحرب تشتغل بين جون بولتون وماتيس بسبب إيران.. وترامب يرضح لآراء مستشاره للأمن القومي في الوقت تحتدم فيه التوترات بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وتركيا على خلفية أزمة احتجاز أنقرة للقس الأمريكي أندرو برنسون، وبينما لا تزال أجواء الأزمة السورية مشحونة بعد تداعيات حادث تحطيم الطائرة الروسية تلك بصاروخ سورى عن طريق الخطأ أثناء التصدى لعدوان قامت به أربع طائرات إسرائيلية مقاتلة من "طراز اف- 16" ضد موقع عسكرى سورى قرب اللاذقية، أعلن وزير الدفاع الأمريكي أن واشنطنوأنقرة ا بدأتا تدريبات معا للقيام بدوريات مشتركة قريبا في منطقة منبج شمالي البلاد. وفي تغيير جذري للسياسة الأمريكية داخل سوريا، كشف مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، مؤخرًا أن الولاياتالمتحدة ستبقى في سوريا ما دامت إيران تفعل ذلك، وقال: "لن نغادر طالما أن القوات الإيرانية خارج حدود بلادها، وهذا يشمل وكلاء إيران ومليشياتها". ورغم أنه لا توجد أي مؤشرات من جانب الرئيس دونالد ترامب على شن حرب عسكرية ضد إيران في سوريا، إلا أن هناك ما يؤكد أن سياسة إدارته تشهد تخبطًا شديدًا في التعامل مع الأزمة التي لا تزال مشتعلة منذ مارس 2011، إذ أن وسائل إعلام أمريكية خاصة صحيفة "واشنطن بوست"، اعتبرت أن البيت الأبيض لا يمتلك أي سياسة واقعية لإنهاء الصراع هناك، بالإضافة للتهديد الذي يشكّله الوجود الإيراني لمصالح الولاياتالمتحدة الحيوية. وأفردت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية تقريرًا مطولًا يسلط الضوء على الصراع الذي تشهده إدارة ترامب وخاصة ذلك الذين بين بولتون وماتيس، بسبب الأزمة السورية، حيث اعتبرت أن بولتون تجاوز ترامب وسعى لتهميش دور وزير الدفاع حيال مهمة القوات الأمريكية في سوريا. تقول المجلة الأمريكية إنه بات واضحًا للجميع أن رأي بولتون أصبح حيويًا جدًا في رسم السياسة الرسمية للولايات المتحدة، إذ أنه أصبح يتحدث بأريحية شديدة عما سبق، خاصة بعدما تخلص من جميع من عملوا في مجلس الأمن القومي في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، فبعد صمتٍ استمر شهورٍ طويلة،، خرج مستشار الأمن القومي الأمريكي من الظل بطريقة استعراضية في خطابه الذي حاول من خلاله تقويض أو إضعاف مؤسسات دولية أمضى ثلاثين عامًا من خدمته العامة في محاربتها. ووفقًا للمجلة، فإن ترامب لطالما فضل السياسات الأحادية، وساعد بولتون في تبرير وجهات نظر الرئيس حول مبدأ "أمريكا أولًا"، ووضع صياغة متماسكة لسجل ترامب القياسي في رفض أي عمل متعدد الأطراف، بيد أن الولاياتالمتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، ثم من الاتفاق النووي الإيراني وأخيرًا من اتفاق الأممالمتحدة العالمي للهجرة، وبوقوف بولتون فخورًا إلى جانبه، أعلن الرئيس أنه لم يعد يجد فائدة كبيرة من مجموعة السبع ومن الناتو. وترى المجلة أن الولاياتالمتحدة رعت، بعد الحرب العالمية الثانية، كبريات المؤسسات الدولية. وفي ظل ترامب وبولتون، تخلت واشنطن عنها، إذ أن مسودة خطاب ترامب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة صاغها ستيفن ميلر، الاقتصادي القومي المتشدد، ولكن بعض العبارات التي استخدمها الرئيس الأمريكي قد تكون مأخوذة من بعض كتابات وتعليقات بولتون في الماضي، فحينما قال ترامب: "لن نتنازل عن سيادة الولاياتالمتحدة لصالح بيروقراطية عالمية غير منتخبة ولا مسئولة" كان يردد صدى خطاب بولتون اللاذع ضد المحكمة الدولية، في بداية سبتمبر كما كان يطبق سياسة بولتون على مدار أكثر من عشر سنوات. فقد رفض بولتون عندما كان نائبًا لوزير الخارجية في عهد الرئيس الأسبق جورج بوش الابن، ثم سفيرًا لدى الأممالمتحدة، شرعية "نخب دولية غير منتخبة تعمل لدى مؤسسات دولية، مثل الأممالمتحدة والمحكمة الدولية"، بحجة أنه لا يفترض أن يكون لدى هذه المؤسسات نفوذ على حرية الولايات في التحرك، لأن دستور الولاياتالمتحدة لا يعطيها أي دور. ومن الواضح أن ترامب يُوافق هذا الرأي. وتلفت "فورين بوليسي" إلى أن آراء بولتون كانت تلاقى تجاهلًا طيلة سنين، ورغم توخي إدارات سابقة جمهورية وديمقراطية الحذر في تعاملها مع منظمات دولية تابعة للأمم المتحدة مثل محكمة العدل الدولية، إلا أنها لم تصل إلى موقف ترامب وبولتون. وفي رئاسة جورج بوش الأولى، سعى كولين باول، وزير الخارجية يومها، للتخلص من بولتون، الذي قال حينها أنه "محاط بخصوم". كما رفضت كوندوليزا رايس، تعيين بولتون نائبًا لها. وقالت لمساعدين إنها سعيدة لأن بوش أرسله إلى نيويورك سفيرًا لدى الأممالمتحدة. وحسب عدد من المصادر من داخل إدارة بوش، قصدت رايس يومها بقولها إن وجود بولتون في الأممالمتحدة، سيكون أقل ضررًا للإدارة في واشنطن. واختتمت "فورين بوليسي" تقريرها بالقول إن جون بولتون يعيش في الوقت الراهن حلمه الكبير، فقد أثبت للجميع أن كلمته لها ثقل ووزن داخل البيت الأبيض وفي تحديد السياسة الأمريكية خاصة الخارجية،فهو الذي معروف عنه مواقفه المتشددة من الفلسطينيين والمداهنة لإسرائيل والرافضة لحل الدولتين، بل إنه اقترح حل ثلاث دول، وهو الذي كان له أكبر تأثير في الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني وإجبار دولة بحجم كوريا الشمالية على عقد اتفاقية تاريخية للسلام مع جارتها الجنوبية والتمهيد لنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية.