نظمت وزارة الأوقاف، اليوم السبت، ندوة علمية كبرى بمسجد السيدة زينب -رضي الله عنها- بالقاهرة عقب صلاة المغرب، بعنوان: " «الجرائم الأسرية وحتمية المعالجة». حاضر فيها كل من الدكتور ماهر على عبدالمطلب من علماء وزارة الأوقاف، والدكتور محمد أبو بكر إمام مسجد السيدة زينب -رضي الله عنها-، والشيخ إسلام النواوي عضو الإدارة العامة لبحوث الدعوة ، وبحضور الدكتور عبد الله عزب إمام مسجد السيدة زينب وجمع من المصلين حرصًا منهم على التعرف على تعاليم دينهم الحنيف. وأكد الدكتور ماهر على عبد المطلب، أن واقعنا المعاصر شهد أحداثًا فردية نتج عنها ارتفاع في نسب الطلاق وظاهرة أطفال الشوارع والزواج العرفي، وغير ذلك مما يستلزم حتمية المواجهة في ضبط السلوك القيمي والأخلاقي من خلال منظومة الواجبات والحقوق بين أفراد الأسرة. وأضاف أن المعيار الأخلاقي هو الفيصل لاستمرار الأسرة على الحياة المستقيمة، فالشريعة الإسلامية جاءت برسالة إنسانية أخلاقية داعية إلى كل خلق كريم وسلوك مستقيم، وهي كفيلة بخلق حياة كريمة آمنة لكل كيان أسري ومجتمعي. وفي كلمته، أشار الدكتور محمد أبو بكر، إمام مسجد السيدة زينب -رضي الله تعالى عنها، إلى أن الإسلام اهتم بالأسرة اهتمامًا بالغًا، والحديث عن الأسرة في القرآن الكريم لا يأتي إلا لجلب كل سعادة لها ودرء كل مفسدة عنها. ونوه بأن الله تعالى خلق الكون وأنشأه وهيأه لخدمة الإنسان وجعل الإنسان خليفة الله في أرضه، ليعبده ويطيعه ويعمر به الكون، قال تعالى: «وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ» وقال تعالى: «هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا»، ولا يتأتى ذلك الإعمار إلا من إنسان مستقر نفسيا واجتماعيا. وتابع: إن بناء الأسرة الصالحة يبدأ من اختيار الزوجة الصالحة، ومن هنا فليس للجرائم الأسرية حينئذ وجود، حتى لا تصبح الأسرة عرضة لكل خطر يهددها، مبينًا أن الأخلاق الكريمة والتنشئة المستقيمة للأبناء هي بمثابة مناعة ذاتية ضد أي خطر يهدد كيان الأسرة. بدوره، أشاد الشيخ إسلام النواوي، بانتمائه إلى وزارة الأوقاف التي تتبنى خططا دعوية جريئة في معالجة القضايا المجتمعية معالجة هادئة حاسمة، ولا سيما ما يتعلق بالأسرة، فالأسرة هي بداية التقويم الحقيقي للمجتمع، مشيرًا إلى أن الاختيار الصحيح للزوجة يعد اللبنة الأولى في الاستقرار الأسري، في ظل علاقة تتخللها المودة والرحمة والعشرة بالمعروف، تحقيقا لقول الله تعالى: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ». وألمح إلى أن ترشيد العقل في القرارات الأسرية المصيرية مثل: تنظيم الأسرة، وتحمل مسئولية رعاية الأبناء، وتنشئتهم تنشئة صالحة، من الأمور التي تقي الأسرة الوقوع في شرَك الجرائم التي يعاني منها المجتمع، ومن أهم العوامل السلوكية التي يجب مراعاتها بين أفراد الأسرة الاستئذان، فهو حصن يقي من وقوع النظر على العورات التي لا يباح النظر إليها، كذلك لا يخفى على كل ناظر أن الإدمان والمخدرات سبب رئيسي في انتشار الجرائم الأسرية، مما يستلزم استنفار كل الجهود والمؤسسات لمقاومة تلك الآفة التي تحطم الشباب قيما واجتماعيا وسلوكيا.