جاءت دعوة عدد من أطباء الإسكندرية بعضهم محسوب على جماعة الإخوان المسلمين إلى اعتصام مفتوح يوم الأربعاء 28 ديسمبر 2011، لتجدّد الجدل حول مصير مقر نقابة الأطباء العامة بالإسكندرية وحقيقة صراع جماعة الإخوان وتيار الاستقلال للسيطرة عليه. فالاعتصام المقرر له أن يكون أمام فرع نقابة الأطباء العامة بالمحافظة يطالب باسترداد المقر من سيطرة مجلسها القديم المحسوب علي الإخوان المسلمين، بعد أن فازت حركة الاستقلال بمقعد النقيب ومقاعد مجلس النقابة في انتخاباتها الأخيرة. ففي البداية قال الدكتور تامر حسن، العضو المنتخب بالنقابة الفرعية بالإسكندرية إن مطالب الاعتصام هي تصفية أعمال المقر غير الشرعي الذي مازال تحت سلطة أطباء من مجلس النقابة القديم وآخرين مُعينين من نقابة الاطباء العامة، وإغلاقه تماما، على أن تمتنع النقابة العامة للأطباء عن ممارسة اي نشاط فيه ويظل لها حق التصرف فيه بالبيع أو التأجير لمن تريد، وتسليم النقابة الفرعية كل ما يخصها من اوراق ومستندات وتقارير ما قبل عام 1998 . وأكد العضو المنتخب بالنقابة الفرعية باإاسكندرية ل"صدى البلد" أن سبب رفض أعضاء مجلس نقابة أطباء الإسكندرية لوجود فرع لنقابة الأطباء العامة في محافظتهم هو التمسك بكون النقابة الفرعية هي ممثل النقابة العامة في محافظتها، وهو ما يعني أن أي نشاط للنقابة العامة في محافظ الإسكندرية يجب أن يكون من خلال نقابة أطباء الإسكندرية التي تمثل فرعًا شرعيًا ومنتخبًا للنقابة العامة في محافظة الإسكندرية . موضحا أن إنشاء فرع للنقابة العامة للاطباء بالاسكندرية عام 2002 كان لملء الفراغ النقابي في المحافظة في ظل سيطرة الحارس القضائي علي النقابة الفرعية، مشيرا الي ان فرع النقابة العامة للاطباء بالاسكندرية كان بإدارة بعض اعضاء مجلس النقابة القديم وأعضاء آخرين معينين. وقال إن الحارس القضائي سيطر علي نقابة الأطباء الفرعية بالإسكندرية عام 1997 ولم يكن هناك إلا مقر واحد، حتى أنشِأت النقابة العامة المقر الثاني في 2002 وسحبت الاشتراكات والأنشطة ليها وأصبحت هناك نقابتان للأطباء بالإسكندرية وتحولت كل الأنشطة النقابية التي تخص الأطباء للمقر الجديد حينها. ويضيف الدكتور تامر حسن أن الوضع الآن بعد الانتخابات تغير في ظل وجود مجلس نقابة منتخب للنقابة الأطباء الفرعية بالإسكندرية وفي ظل انتهاء سلطة الحارس القضائي مما جعل من البديهي غلق النقابة الموازية او فرع نقابة الأطباء العامة الذي انشئ عام 2002 لأن وجوده الآن غير شرعي . وبشأن وجود صراع بين تيار الاستقلال (التيار الفائز في انتخابات مجلس نقابة الإسكندرية) والإخوان المسلمين علي نقابة أطباء الإسكندرية رغم حسم الانتخابات النتيجة لصالح التيار الاول، رفض الدكتور تامر حسن التشخيص الأيديولوجي أو السياسي للوضع النقابي الطبي في الإسكندرية.. مشددًا على أنه سواء كان من داخل المقر الثاني محل النزاع إخوان أو يساريين أو غيرهم فإن المجلس المنتخب لنقابة أطباء الإسكندرية سيرفض وجودة لعدم شرعيته، قائلا إنه لا يهمه ان كان من يدير فرع نقابة الأطباء العامة في الإسكندرية إخوان أم لا، و لكن ما يهمه أن وجود فرع لنقابة الأطباء العامة في الإسكندرية غير شرعي وأن ممثل نقابة الأطباء العامة في القاهرة هو نقابة الأطباء الفرعية بالإسكندرية كباقي المحافظات . وقال تامر إن الحديث عن صراع أيديولوجي يرمي بكرة الخلاف في ملعب السياسه مشيرًا الي انه صراع مهني و نقابي لا علاقه له باي تيار أو توجه سياسي . واتفق معه في الرأي الدكتور طاهر مختار العضو المنتخب ومقرر لجنة الإعلام في النقابة الفرعية، مؤكدًا أن مجلس نقابة أطباء الإسكندرية المنتخب يتعامل مع جميع الاطباء بمختلف انتماءاتهم السياسية والحزبية والدينية بمنطلق مهني دون تمييز ، ولا يريد الدخول في اي صراع أيدولوجي مع أي نقابة بما فيها النقابة العامة لأطباء مصر . وقال مختار إن الصراع إن وُجد سوف يكون مع أي طرف يحاول أن يسلب الاأباء حقوقهم المهنية أو النقابية، مشيرًا إلى أن هذا هو المنطلق الذي تتحرك منه نقابة الإسكندرية المنتخبة ضد وجود ما يسمى نقابة أطباء مصر مقر الإسكندرية لأنه التفاف على إرادة الأطباء وسلب لحقهم في انتخاب ممثليهم في الإسكندرية الذين يجب أن يأتوا طبقا لرغبته وليس طبقا لرغبة النقابة العامة للأطباء . جدير بالذكر أن مجلس نقابة أطباء الإسكندرية المنتخب محسوب علي تيار الاستقلال بعد فوزهم في مواجهة الإخوان في انتخابات النقابة الأخيرة بشهر أكتوبر الماضي بعد 20 عامًا من تجميدها في ظل النظام السابق، فيما يسيطر علي فرع نقابة الاطباء العامة بالإسكندرية جماعة الإخوان المسلمين كامتداد للتيار الفائز في انتخابات النقابة العامة بالقاهرة، وهو ما يراه المنتخبون بالإسكندرية التفافًا علي صندوق الانتخابات.